ديننا والضرورات الخمس
بقلم الواعظة/ أماني سعد صلاح
منطقة وعظ دمياط
يعيش العالم الآن وكأنه قرية صغيرة بسبب التطورات الهائلة والتكنولوجيا الحديثة ودخول الإنترنت في كل منزل، فأصبح من يعيش في مصر يعلم ما حدث اليوم في أوروبا وغيرها من البلدان، لكن مع هذا التطور الهائل والتقدم العظيم نجد انحدارًا في الأخلاق؛ دماء تُسفك على مرأى ومسمع من الجميع، أعراض تستباح وعرض يؤتمن عليه فيُخان ذاك العهد، وآخر يقتل أخته حرقًا من أجل مال زائل (الميراث)، وآخر منغمس في شرب المخدرات والمسكرات،وآخر يلهو بين الفواحش والمنكرات وغيره وغيره، أي دين يدين به هؤلاء! إلى أي شي وصل بنا الحال هكذا! لم يحدث هذا إلا حينما ابتعدنا عن أوامر ومبادئ ديننا الإسلامي.
فالمتامل في الشريعة الإسلامية يجد أن الإسلام إنما جاء ليحافظ على خمسة أمور وهي ما يُسمى بالضرورات الخمس، تلك الضرورات التي تحقق لكل مجتمع أمنه واطمئنانه وسلامه، ويُقصد بالضرورات الخمس:
أولًا: حفظ الدين بفعل الأوامر واجتناب النواهي وكل ما يفسد على المرء دينه، فحرم الله علينا كل ما ينافي الفطرة السليمة.
ثانيًا: حفظ النفس، فحرم كل ما يؤدي إلى إزهاق نفس الإنسان دون وجه حق من قتل أو إنتحار مثلًا وأباح ما يحقق حفظها كالمأكل والمشرب للبقاء على قيد الحياة للقيام بالغاية التي من أجلها خلق الإنسان.
ثالثًا: حفظ العقل، ذلك أن العقل مناط التكليف، لذا حرم الله تناول المسكرات والمخدرات، وحفظًا للعقل أيضًا حرم تبني الأفكار والمبادئ الخاطئة التي تفسد العقل، لذا يجب على الإنسان تعلم العلم الذي يدفع عنه الجهل.
رابعًا: حفظ النسل، فحرم الزنا والاغتصاب، وشرع الله تعالى الزواج وفرض على المرأة الحجاب حتى لا تكون سبب في فتنة غيرها، وطاعة لله تعالى.
خامسًا: حفظ المال، فحرم كل وسيلة غير مشروعة لأخذ حقوق الآخرين كالسرقة والغش والرشوة وأكل ميراث الغير، وأباح مقابل ذلك الطرق المشروعة كالبيع والشراء وغير ذلك.
ذلك هو الدين الإسلامي الحنيف الوسطي أما من يفعل خلاف ذلك فإن الإسلام منه برئ، فالله تعالى خلقنا لعبادته وعمارة الأرض وليس لإفسادها، ونختم بوصية الله تعالى لنا: " وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" [سورة الأعراف : 56]
تعليقات
إرسال تعليق