عبدالستار محي يكتب:رأيتني في تلك الليلة
رأيتني فى تلك الليلة، أقف على شفا حفرة عميقة قد نصب عليها خيطا دقيقا من المعدن اللامع يمتد عبر الهاوية باستقامة حادة تثير الفزع.. وقفت اتطلع إلى هذا العائق وأنا ارتعد من الخوف. وعلى مقربة مني وقفت شرذمة من الخلق تتوالى علية، وكلما همّ أحدهم بالسير فوقة هوي كقطعة الحجر، وتواري فى القاع الرهيب دون صوت ارتطام أو صدى،.. كانت اطرافي تتشنج، واسناني تصطك بصوت عال، وأنا استطلع الهاوية عساي أجد حلا يمكنني من اجتيازها. كنت افكر، وافكر ماذا أفعل؟ وكيف اعبر الهاوية الي الناحية الأخرى؟ وما هذا المعدن اللامع؟ ولماذا يهوي كل من يعبر؟ أسئلة كثيرة تزاحمت فى رأسي وانا ازحف على اطرافي الأربعة زحف الخائف الوجل، وسمعتهن، وسمعتهن يتضاحكن بصوت مجلجل تقول إحداهن لناظرتها :_ إن صاحبك يخشى من عبور الصراط فساعدية،،. فأقبلت ترفل فى سحابة من الضوء شعرها ينسدل على كتفيها فى رقة ومهارة مدهشة عيناها واسعتان تظللهما أهداب سوداء طويلة، وتطل َ منهما زمردتان فى لون غريب عجيب،... انفها ينحدر مستقيما دقيقا إلى ما فوق شفتيها أما شفتاها فهما عبارة عن كرة حمراء من الدم احاطت بفمها الرقيق الجذاب،.... لم استفيق إلا على صوتها وه...