حلويات رمضان




بقلم /الواعظة شيماء السيد السيد أحمد.

         منطقة وعظ القليوبية.


يشتهر شهر رمضان المبارك عند المسلمين بحلوياته الشهيرة من الكنافة و القطايف وقمر الدين وغيرها؛ ولكن في الحقيقة؛ هناك حلويات مخفية لهذا الشهر المبارك مما لا يدركها إلا الصالحون؛ ومنها لذة القرب من الله تعالى والتضرع والنفحات الربانية وغيرها، فهل منا من ذاق مثل هذه النفحات!


تختلف طبيعة المسلمون في شهر رمضان؛ فمنهم المكثر والمخلص في الطاعات، ومنهم المقل في عبادة الله عز وجل، ومن الناس من لا يختلف رمضان عنده عن غير رمضان. فبعض الناس ينشغلون برمضان بألوان الطعام والشراب، وهؤلاء مساكين؛ فهم ينشغلون عن الحسنات والبركات الحاصلة في هذا الشهر المبارك، فعن الحسن بن أبي الحسن البصري؛ أنه مرَّ بقوم وهم يضحكون فقال: (إن الله عز وجل جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه)، -والمضمار هو الميدان الذي يتسابق فيه المتسابقون بالخير وغيره- (يستبقون فيه لطاعته فسبق قوم ففازوا، وتخلف قوم فخابوا، فالعجب كلُّ العجبِ للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون، وخاب فيه المبطلون، أما والله لو كشف الغطاء؛ لاشتغل المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته).

إن شهر رمضان هو شهر الكرم والجود والفضل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في شهر رمضان، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ - يعني جبريل طول الشهر يلقَى النبي كل ليلة، وينسلخ الشهر - فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة)،متفق عليه. هذا هو حال قدوتنا ورسولنا الكريم في رمضان والذي اقتدى به الصالحون وأولهم الصحابة والتابعين والسلف الصالح؛

قال الربيع بن سليمان - تلميذ الشافعي رحمه الله -: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة، -يعني في كل ليلة يختمه مرتين- وفي كل شهر ثلاثين - أي في غير رمضان - ختمة، وكان الإمام مالك بن أنس (رحمه الله ) إذا دخل عليه شهر رمضان يوقف دروس العلم عن الحديث في المسجد النبوي، ويُقبل على تلاوة القرآن من المصحف؛ وهذه دروس العلم فما بالك بحالنا الآن! فهل لنا أن نترك الأفلام والمسلسلات ومواقع التواصل الإجتماعي لنقتدي بهم ونحصل على بركة هذا الشهر المبارك مثلهم!

عباد الله: إن لذة العبادة لا تأتي إلا من الاجتهاد في العمل، والأخلاق الصالحة

هي خير دليل على حب الله، فمن أحب الله أحب ما يحب ويكره ما يكره، وخير نصيحة لذلك؛ هي قول إبراهيم بن أدهم: (من ضبط بطنه ضبط دينه، ومن ملك جوعه ملك الأخلاق الصالحة)، والحمد لله أن سلمنا رمضان ونسأله أن يستلمه منا مقبولاً إن شاء الله.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز