ناهد زغلول :ثقافة وقيمة التسامح
ناهد زغلول :ثقافة وقيمة التسامح
التسامح بمعناه الحقيقي يعد قيمة كبيرة وسمة جميله لابد أن توضع فى حساباتنا نحن البشر .
فإذا تحدثنا عن عامل التسامح نجد آلاف السطور المعبرة والكلمات التى تنور مداركنا عنه.
فكلمة التسامح من الناحية اللغوية يعنى تسامح اى تساهل معناه التساهل واللين والتهاون وايضا ومن مدلولاته اللغوية الحلم والمسامحة.
فى الاصطلاح أجمع أهل اللغة والفلاسفة وعلماء الاجتماع على وصف التسامح كقيمة بأنه العطاء والبذل المتفضل الذى لااجبارفيه هذا معناه السهولة فى المعاملات.
التسامح سيدى الفاضل هو نابع من تلك النفس البشرية التى قبلت أن تكون على درجة عالية من التقبل الذاتى بكامل اختيارها لتعرض فكرتها عن التسامح مع الآخر شكل صحيح.
فالتقبل الذاتى معناه هو عندما نغرق فى بحور أفكارنا وفى ثنايا الماضى نجلد أنفسنا كثيرا باللوم على مااقترفناه أو جبرينا عليه وتغلغل في أعماقنا الشعور بالندم فتكون بذلك النفس الداخلية ملوثه ببراثن الحزن فلا تستطيع أن تقاوم ذاتها وتبقى كما هى ولكن إذا انقلبت فكرة التغيير ونستوعب بأداركنا أنه شىء أنتهى وتتسامح مع نفسها وقتها تأتى عملية التطهير من كل الأفكار السلبية المؤديه الى الشعور بالندم الذاتى فهو أول الطريق للشعور بالشفاء والصفاء الذهنى والنقاء الداخلى .
فتقبل النفس هو عنصر أولى لمحور تقبل الطرف الآخر ليباشر عملية العفو والمغفرة نحو الآخر.
اذا كان التسامح أهم المحاور الأساسية للفرد فهو أيضا أعظم المحاور الأخلاقية التى تعلو بها الى قمة الرقى والتحضر والسمات الأعلى للقيم الإنسانية والحضارية فى المجتمعات بشكل عام...فهو يأتي بالترابط وإلاخاء والتقارب بين الأفراد ونشر صورة اخلاقيه معبرة عن منتهى التقدم والروح السلميه فهو ليس عنصر اجباري لدى الأفراد والمجتمعات وانما عنصر اختيارى فى ممارسته من شخص لآخر فى الطريقة التى يتعامل بها وعن مدى قدرته على التقبل ذاته.
التسامح من الوجهة الفلسفية هو عنصر ايجابى ناجح فاجمع الفلاسفة جمعاء مع أن الفلسفه مهمتها البحث فى الحقيقة وعن الحقيقة فتعتبر من أكثر المناهج استقرارا لقبول التسامح باعتباره صورة حقيقية معبرة فى كيفية التعامل مع جميع الأطراف.
التسامح بمعناه التساهل والتهاون مع الطرف الآخر فى أمر ما قد اذاه فيه أو أخذ حقه أو اهانه فى شىء ما وكونه تهاون اوغفر له وسامحه عنما اقترف منه فهو قمة الاخلاق والرقى وايضا يكون بذلك قد ساعد نفسه من الوقوع فى الخطأ والرغبة فى الانتقام ومنعا للعنف والتعامل بالمثل فهو يمثل نقطه فاصلة في التعاملات الحياتية بشكل عام.
والمنهج القرآنى سرد نموذج واضح عن التسامح وعبر عنه بشكل صريح حيث دلل على تحقيق مبدأ واحد وهو التسامح للتعايش السلمى والتعامل الفعلى مع الاختلافات وتقبل الطباع والاراء الفكرية والثقافيه
وذكر بمدلوله المنهج الصحيح للتعامل مع الآخرين وفكرة التقبل ومن آياته تبارك وتعالى "خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين"وايضا قوله جلا شأنه"ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين"
ولكن السؤال الأهم أن بعضا من الناس يؤلون أن تسامحك يعد ضعفا لا ستغلال الآخر نحوه بموجب انك تسامحت معه مره
فيضع شماعه استغلاله بأنه شخص طيب ومتسامح.
ولكن لابد أن أوضح لك ملمح هام جدا
هو أن تلك المنهج الذى سلكه الشخص ذاته هوقوة العقل وإدراك أهميته للتعايش مع هذا العنصر من البشرفليس فقط العفو من ناحيتك ولكن تدريب وايقاظ الشخص الأخر على تعديل سلوكه حتى ولو كان هذا غير صحيح فعلى الأقل سوف يعاملك بالمثل لانك طرحت عليه منهج سلوكى للتعامل معه وهذا يعد فكر سليم هذا اول نقطه أما النقطه الثانية فهو راحة لذاتك فهو أمر مهم للصحة النفسية والتشافى والتخطى من اثرالذى كان عالقا فى أعماق القلب ومنعا لاتخاذ العنف وإبراز روح العداوة بين الطرفين فهو الوسيلة لجعل الأمر سهلا ومخففا عليك أيضا.
اخيرا نصل بك عزيزى القارئ على أن المعنى الأهم للتسامح هو القوة وليس الضعف فهو معنى شامل عن النقاء الداخلى واتباع الأسلوب السليم فى التعايش مع الآخر وقبوله والحد من العداوة والتعامل بالمثل.
وإن كان هذا على الصعيد الفردى
فهو على الصعيد المجتمعى يبنى أو ينشئ مجتمع اخلاقى نبيل قادر على حل الأزمات لديه ومقاومة أساليب العنف والحد من العدوان واخماد اشعلال الحروب.

تعليقات
إرسال تعليق