" وتزودوا"
بقلم /سهام محمد رزق
منطقة وعظ كفر الشيخ
من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل لهم مواسم للطاعات لتكون هذه المواسم فرصة جديدة للمسلم يجدد فيها التوبة والرجوع إلى الله والتزود من الأعمال الصالحة؛ ليكون من الفائزين المتزودين بخير زاد ليوم الميعاد مصداقا لقول الله تعالى:" وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} ( البقرة: 197).
وها نحن نعيش في رحاب موسم من مواسم الطاعة وهو العشر من ذي الحجة تلك المحطة الإيمانية التي تتطلب من كل مسلم اغتنام نفحاتها وبركاتها وأجورها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ"(صحيح البخاري)، فلننتبه جميعًا إلى فضائل تلك الأيام.
ففيها تكفير للسيئات وفي ذلك فرصة إلى الإقلاع عن المعاصي وإخلاص النية في التوبة إلى الله والاستغفار من جميع الذنوب.
وفيها استجابة للدعوات فلنحرص جميعا على الدعوات الصالحة النافعة للمرء في دينه ودنياه، ولا ننسى إخواننا المستضعفين في غزة ، فرُبَّ دعوة صادقة تكون سببا في كشف البلاء عنهم.
وفيها تضعيف للحسنات فلنحرص على الأعمال الصالحة والتزود منها من صيام وصلاة وصدقة وذكر وقرآن وتهليل وتكبير.
والفضل كل الفضل أن فيها يوم عرفة يوم المغفرة والعتق من النيران، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟. (صحيح مسلم).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في فضل صيام عرفة:" صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ، والسنةَ التي قبلهُ".( سنن الترمذي).
فلنحرص على نفحات العشر عسى أن نلحق بركب المقبولين.

تعليقات
إرسال تعليق