ناهد زغلول يكتب :فلسفة العطاء

 


ناهد زغلول يكتب :فلسفة العطاء

ينبغى لكل كائن على وجه الارض أن يدرك معنى هذه الكلمة.حيث فحواها الكثير من المعانى الفاضلة التى تتخللها.

فحينما تنسب هذا النموذج أو تلحقه لأحد لابد أن يكون فى حقيقة طبعه فياضا بالكرم معطاء لابعد حد.

فكينونة العطاء رمز التضحية بكل معانيها الخاصة.

فإذا نظرنا نظرة خاطفة إلى جميع المخلوقات الكائنة في هذا الكون الشاسع  نجده متوافر هذا العنصر فيه  فكل مافيه  يعبر عنها بطريقة معينة.

فمثلا الزهور وهى من النباتات تعطى هذه الغايه حينما تصدر بلونها البراق اللامع لنا الابتسامه  حينا ننظر إليها ونشم رائحتها العطرة المليئة بنسمات الحياة  المبهجة.

وفى الكائن الحيوانى يعطى لابنائة كيفية الاعتماد على النفس لحماية نفسه من الحيوانات الأخرى  المفترسة واعطائهم الطعام لاشباعهم  حيث تحفهم بالحنان والخوف  عليهم من الأذى أليس هذا  فى حد ذاته عطاء

وفى الطيور حينما تفرد بنجاحها لتظلل على ابنائها  فى يوم عاصف ممطر لحمايتهم من البلل وتسعى بحثا عن الطعام لأجل اطعامهم أليس هذا عطاء.

أما الجانب البشرى فنجد اهم نموذج  مصدر الحنان  لجميع المعانى السامية وهى الام  فأحيانا تقوم بدور الام والاب معا لتوفير احتياجات أبنائها من مأكل ومشرب ومسكن وشتى  الوان الحياة المعيشية بكل مافيها إلى جانب العامل الترباوى لتربيتهم  وترسيخ الصورة الأخلاقية  فى الجانب الحياتى والتعامل مع الآخرين  فهى تعد نبع الحنان  لتطفى على أبنائها كامل العطاء بلا شرط أو سبيل المصلحه فهى تعيش من أجلهم أليس هذا  نموذج يحتذى به للعطاء


والعطاء لم يكن كلمة تنطق على الأفواه وانما تعد عمودا صلبا لإحياء النفس البشرية  وتعزيز قيمها النبيلة واعلاء وجودها  فى الحياة لتبرز المشاعر الحية  لكيانها الحقيقي فى الوجود.ولكن العقل يطرح عدة تساؤلات  : 

هل العطاء نموذجا لعنصر مادى فقط 

فى الحقيقة العطاء بمفهومه الذاتى مظلة لكل انواع القيم الإنسانية  بما تمتلكه من روح واخلاق وتضحية وحب غير مشروط وبذل دون تقييد والانفاق بكل انواع لكل احتياجات الغير ومتطلباته وهدفه نشر السعاده الأبدية لاجمل وأعظم الصفات الإنسانية.

ولكن العقل يطرح سؤالا اخر ..

هل العطاء بلا حدود يتحول جرثومة  يمكن الحد منها..

نعم من الطبيعي أن يكون الإنسان معطاءا ولكن بحدود بحدود  حيث إذا ذاد وبالغ فى حد العطاء  فيكون أداة سهلة لجريان عنصر الاستغلال نحوه   لينخر فى عظامة   ويشحظ من عضده ويكون جرثومه لقتل صاحبها.

حيث أن العطاء  المبالغ فيه  لأشخاص  هم اساسا عنصر بشرى رخيص يتلهف لحظة على اعطاءك له فتكون بالنسبة له فرصة سانحة لشهوات نفسه الوضيعة فيظل يبالغ فى الأخذ  ويبالغ فى الاستغلال ليستهلك طاقتك وتتحول من شخص محب للعطاء إلى كائن غريب كاره له ضعيف الحيلة غير راضى عنما تفعله إذا.

ولكن يمكن القول  بأن تلك العناصر  الحمقى  لاتبالىى بهم ولا تجعلهم مثالا  تحطم عليها تلك الأفعال الإيجابية لديك .بل نمارس غايتنا وسبلنا فى العطاء ولكن دون افراط او مبالغة.

اخيرا نختتم بتلك الآية  .

،وماتقدموا لأ نفسكم من خير تجدوه عند الله أن الله بما تعلمون بصير،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز