فطرة الله
بقلم الواعظة/أماني سعد صلاح
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
منطقة وعظ دمياط
🌿🌿🌿🌿🌿🌿
خلق الله عز وجل بني آدم أنقياء الفطرة، مؤهلة قلوبهم لقبول الحق وتمييزه من الباطل؛ وجعلهم خلفاء لله في أرضه وفضَّلهم على خلقه ، إلا أن إبليس_لعنه الله_ لم يعجبه ذلك فأقسم على إغواء بني آدم وإضلالهم،، فأمر أتباعه أن ينفثوا شرورهم في خلق الله تعالى حتى يردوهم عن دينهم الحق وفطرتهم السليمة، ففي الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى: "وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا"، كما أن الله تعالى أشهد ذرية آدم على أنفسهم فقال: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ(١٧٣)} [سورة الأعراف] والمعنى كما ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره: أن الله تعالى استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم، شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم، وأنه لا إله إلا هو، كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه.
وعلى هذا فالنفوس السوية الصافية مهما كانت ديانتها وملتها وجنسها وعرفها ولغتها نجدها دائما تنفر كل النفور وتبتعد كل البعد عن الطبائع والأخلاق السيئة التي أجمعت كل الملل والشرائع على حرمتها، وحذرت منها أتباعها كالإفساد في الأرض بالتخريب والاعتداء على الآخرين وسفك الدماء والشذوذ الجنسي والذي أصبحنا نرى من يدعو له وكأنه أمر مباح فهذه الأفعال والأخلاق الفاسدة لا يُقبل عليها إلا أتباع الشيطان الذين ارتضوا طريقه وساروا على منهاجه.
ولما كانت الفتن أصبحت كثيرة من حولنا، وسبل الانحراف عن الفطرة السليمة على مرأى ومسمع من الجميع؛ كان لزامًا علينا جميعا أن نبحث عن سبل الاستقامة على الفطرة السليمة والتي منها: الدعاء بأن يثبتنا الله تعالى على الحق كما أخرج الترمذي في سننه أنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم دائمًا: (يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي علَى دينِكَ)، ومن سبل الاستقامة أيضًا التمسك بالقرآن والسنة والالتزام بما فيهما والفهم السليم لهما، وعلينا أيضًا بالصحبة الصالحة فهي خير سلاح، وبمجاهدة النفس والشيطان، فالشيطان يلقي في النفس من الخواطر والأفكار ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
عافانا الله وإياكم من الشيطان وسبله، وجنبنا طريقه، وجعلنا من أصحاب النفوس النقية السوية المحبة للخير وأهله.
تعليقات
إرسال تعليق