حفلات التخرج
إننا اليوم نشاهد صورًا متناقضة لما يسمى بحفلات التخرج
فالصورة الأولى نرى الطلاب يجمعون مبلغًا من المال وبدلًا من إنشاء حفلة للتخرج به، يدفعونه لشراء إحدى المستلزمات الطبية ويودعونها إحدى المستشفيات، أو يقومون بمساعدة المحتاج بهذا المبلغ فيقومون ببناء سقف منزل، أو توصيل مياه أو غيرها من الصور
بينما نجد في الصورة الثانية يقوم الطلاب بإنشاء حفلة للتخرج لكنها تتسم بالالتزام بالآداب الإسلامية من حيث: عدم الاختلاط بين الشباب والبنات من غير حاجة، وكذلك اختيار الكلمات المناسبة التي تحفز الهمم من غير معصية الله
بينما نجد في الصورة الثالثة من حفلات التخرج يقوم الطلاب بدفع مبالغ طائلة لجلب المطرب الفلاني ليحي الحفل، وما يعقب ذلك من اختلاط بين الشباب والفتيات وصخب وتمايل والكثير من المعاصي التي لا ترضي الله عز وجل
هذه هي صور حفلات التخرج اليوم
وإننا لنجد في الصورة الأولى فقه الشباب والبنات حديثي التخرج؛ بأن ما يمرون به ما هو إلا البداية لرحلة حياتهم العملية، لذلك اختاروا الطريق الأمثل، فبدأوا حياتهم بمرضاة الله عز وجل ، واختاروا أبلغ الطرق في مرضاتهِ جل علاه؛ فكانت الصدقة الجارية، فهنيئًا لهم حسن اختيارهم
بينما نجد في الصورة الثانية من أراد التعبير عن فرحته والفخر بإنجازه بعد سنوات من الجد والاجتهاد، فاختار الصورة المناسبة التى ترضي شعوره ولا تغضب مولاه
ولكننا نقف مع الصورة الثالثة والمنتشرة بكثرة بين شبابنا وبناتنا؛ والتي اختاروا فيها التعبير عن فرحتهم لكن بصورة غير مناسبة لما تشتمل عليه من تجاوزات تغضب المولى عزوجل
فما نشاهده اليوم من حفلات صاخبة، وتمايل ورقص من الفتيات، واختلاط لاداعي له بينهم وبين الشباب، لهي أمور نهى عنها ديننا الحنيف
فالدين الإسلامي لم يمنع المرء من التعبير عن فرحته، لكن دون إخلال بثوابت الدين من اجتناب المنهيات والبعد عن المحرمات
وفي النهاية أود أن أتوجه بالنصح إلى شبابنا وبناتنا، فانتهاء المرحلة الجامعية ما هي إلا البداية لرحلة الحياة الحقيقية التي ستكونون فيها أباءً وأمهاتًا، فأحسنوا اختيار البداية حتى تحصدوا التوفيق في رحلتكم
أسماء أحمد عوض الله
منطقة وعظ دمياط

تعليقات
إرسال تعليق