الكوميديا والغناء والتمثيل وللتفاهة عنوان
بقلم :ناصر السلاموني
المتأمل لتاريخ الكوميديا فى التراث العربي وحاضرنا يتأكد أننا نهوى في منحدر قاتل في العادات والتقاليد بل ومحو للهوية الدينية والوطنية.
قديما كان يوجد متخصصون في إضحاك الملوك والأمراء يمتازون بعذوبة اللسان وفصاحة اللغة وغزارة الثقافة واحترام العادات والتقاليد والحرص على استخلاص العبر والعظات فكان فن الفكاهة وكتبه المحفورة في التراث العربي بصورها المختلفة.
انتقل الفن من بلاط الملوك والأمراء والأثرياء إلى الشعب بطوائفه المختلفة الطبقات الاجتماعية حتى وجدنا القاص والمنشد ومن يصاحب الحيوانات الأليفة والراقص وأصحاب الدفوف يتجولون في الشوارع يتكسبون من إسعاد الناس وإضحاكهم وإخراجهم مماهم فيه من هم وحزن وكآبة بالأحاجى والألغاز والأناشيد والمواويل والقصص والنكات حتى عرف عن المصرى أنه ابن نكته وينشد في السراء والضراء.
المصرى قرر إسعاد نفسه ومن حوله بالغناء والفكاهةوما زالت المعابد وأوراق البردى والمتاحف تحفظ اختراعاته لمعظم الآلات الموسيقية التى أخذها العالم منه ويستخدمها حتى الآن .
أقول ذلك وانظر إلى شاشات القنوات الفضائية فاتحسر على ما وصلنا إليه من مضمون وأداء تافه لدرجة القرف وعدم احترام من قام بهذه الأعمال التى يقال عنها فنية لعادات وتقاليد المجتمع بل حتى عدم احترامه لتعاليم الأديان.
ففى مجال التمثيل شاهد أى عمل كوميدي حاليا تجد استخفاف بعقل المشاهد و ماالهدف إلا اضحاكه فقط بطريقة الأداء أو إلقاء النكات سيئة الألفاظ والايحاءات فلا محتوى ولاهدف سوى كسب المال فقط.
أين رسالة الفن ودوره في معالجة قضايا المجتمع وتصحيح لما يدعو إليه المفسدون.أين البطل القدوة لنا ولشبابنا في أخلاقه و أعماله أو حتى هيئته.
وإذا تركنا التمثيل واتجهنا إلى الغناء فنجد أصواتا لا أنزل الله بها من سلطان وتذكرنى بأنكر الأصوات وهم الحمير بل وهيئاتهم وعراهم المبتذل وأشكال رؤوسهم فهم شياطين تتقافز على الأرض وكلام لاتكاد تفهمه من شدة أصوات ألات يقال عنها موسيقية وكلمات معظمها يدعو إلى كل شر من قطيعة الرحم وهجر الصحاب وفاحش القول والعمل.
هذا حالنا الكوميديا كارثة والغناء فاضح فاحش والتمثيل سيئ
ليست الصفحة سوداء ولكن نريد أن تتكاثر نجومها فتصبح أو تعود مصر قائدة الفن الهادف والأخلاق التى تبنى.

تعليقات
إرسال تعليق