ناهد زغلول تكتب :ضيق الرزق

كلنا نحن البشر دائما ما نعانى من عثرات وكدرات فى محيطنا الحياتى سواء كان على المستوى المادى أو المعنوى كثيرا ما يرهقنا هذا الشعورتتعثر سبل الحياة فى أعيننا ويتكدر ميزان العيش كأننا نحفر بأيدينا بقوة لم نجد سبيل للنجاة فتتعطش قلوبنا لبسمة أمل أو بصيص نور يفتح الطريق أمامنا.

تغلق الأبواب فلم نجد سوى التمسك بحبال الصبر والدعاء إلى المولى جلا جلاله لكى يزيل تلك العراقيل التى تنهال من طاقتنا وتشحظ من عضدنا.

وإذا تحدثنا عن عامل الرزق نجده  السبيل للعيش هو السعادة التى نأملها هى الأداه والوسيلة لكى نمارس وجودنا فى تلك الحياة .. وإن كان هذا عامل الرزق فلابد أن نعرف ماسبب ضيقه ...

 فى الحقيقة ضيق الرزق فى حد ذاته أمر صعب للغاية معنى ذلك أن ترى كل شىء يتغير حولك الابواب المفتوجة تكاد تغلق أمامك فلا ترى مجال للحياة فتتراكم براثن الحزن وتبدأ فهوات اليأس تتطرق إليك شعورا بالعجز يحتويك فتشعر بأن جبلا أتيا على صدرك لاتستطيع تحمله .

ويبقى السؤال المراد:

هل هو أمر قدرى أم نتاج عن أفعال خاصة بالعبد ؟

من الطبيعى عزيزى القارىء أن نفهم المعنى الإلهى المقصود من هذه الضيقة التى نمر بها ونستوعب جيدا أن كل شىء مقدر من الله تبارك وتعالى ومراعى فيه الحكمة الإلهية لهذا العبد.

تفسير ذلك أن المؤمن الكيس الفطن هو الذى يعى هذا الأمر ويدركه جيدا ليصل إليه الرسالة الربانية عقب نزول تلك الأزمة ولمعرفة إذا كان هذا الأمر الذى يمر به بسبب مايجترفه من أفعال أم هو إختبار إلهى يراد معرفة قدرته الذاتية.

فعندما يدرك بأن هذا عقاب من المولى لذنب فعله يوما ما يسارع جاهدا ليصلح مأفسدته نفسه وأن مايمر به هو جزء من العصيان والإنفلات من الطاعة إلى جرى وراء المعصية والتلذذ بالملذات الدنيوية ..أما إذا كان الأمر لايتعلق أوبمعنى أدق بعيدا عن كل هذه المغريات والملذات يوصف بأنه نظيف القلب دائم العبادة لايظلم ولايعصى المولى تبارك وتعالى يدرك وقتها أن هذا الأمر يعد إختبار أو إبتلاء فعقله الواعى يعى بأنها رسالة ربانية فيلتزم الصبر فيتعبد اكثر ويتقرب من الله اكثر واكثر فيذيد الطاعة ويجاهد بالعبادة حتى يأتيه مفتاح الفرج ويزيل الضيق بأمره تعالى.

الأهم عزيزى القارىء

لانشغل بالك وتجهد طاقتك بالتفكير الزائد فى ضيق الرزق لابد أن تتمسك بعامل الإستغفار وطلب الرحمة والسعة من رب العالمين حتى يزيل هذالكرب والضيق.