إنها من أجل النعم
بقلم الواعظة/ أماني سعد صلاح
منطقة وعظ دمياط
قرأت على أحد المواقع الإلكترونية إحداهن تقول: كانت هناك امرأة أعرفها، كانت دائما تقول يارب ارزقني ثلاثة مليون جنيه تأتيني دون عمل وأنا جالسة في بيتي، فقالت: والله مرَّ زمان على دعوتها وجاءتها ثلاثة مليون جنيه بدون عمل، عندما قتل ولدها فجاؤوها بالدية ثلاثة مليون.
لطالما دعونا الله وتضرعنا إليه أن يرزقنا المال أو المنصب الرفيع أو يرزقنا الولد أو زوجًا صالحًا أو يرزقنا حفظ القرآن وغيرها الكثير من الدعوات، فهل تذكرنا فقيَّدنا دعواتنا بالعافية!، يذكرنا ذلك بقول الإمام أحمد بن حنبل_رحمه الله_: "دعوت الله أن أحفظ القرآن، ولم أقل وأنا في عافية، فلم أحفظه إلا وأنا في السجن".
إن العافية هي النعمة العظيمة التي إذا فُقدت عُرفت، وإذا دامت جُهلت، فكم من مريض تمنى لو أصبح صحيح، وكم من بصير تمنى لو أبصر، وكم من قعيد تمنى لو مشى!، فبدون العافية لن نهنأ بعيش ولا بحياة ولا بحلم سعينا لتحقيقه، فكيف سنتلذذ بنعم الله علينا، فوالله لولا العافية ما استشعرنا نعم الله علينا.
يقول الشاعر:
إني وإن كَان جَمْعُ المالِ يُعْجِبُنِي ... ما يعدلُ المالُ عِندي صِحَّة الجَسَد
المالُ زينٌ وفي الأَولادِ مَكْرُمَةٌ ... والسُقْمُ يُنسِيك ذِكرَ المَالِ والوَلَد
وقد لخص النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الغنى، وقيمة العافية في كلمات يسيرة فقال: "مَن أصبحَ مِنكُم آمِنًا في سِرْبِه، مُعافًى في جسَدِهِ، عندَهُ قُوتُ يَومِه، فَكأنَّما حِيزَتْ له الدُّنْيا" (سنن الترمذي)
كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال الله العافية دائمًا، فنسأله سبحانه في أذكار الصباح المساء وأذكار النوم وفي دعاء الاستفتاح وبين السجدتين في الصلاة وفي كل وقتٍ وحينٍ أن يرزقنا العافية، ومن بركة العافية أن العبد إذا مرض يعطى ثواب ما كان يفعله في عافيته رحمةً من الله تعالى.
بل لم يؤت العبد شيئًا بعد الإيمان أفضل من العافية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سَلُوا اللهَ العافيةَ؛ فإنَّهُ ما أُوتيَ عبْدٌ بعْدَ يَقينٍ شَيئًا خَيرًا لهُ مِنَ العافيةِ" (أخرجه الترمذي).
العافية نعمة عظيمة قل من يشكر الله عليها، فعلينا أن نشكره سبحانه عليها وأن نستخدمها في طاعته وأن ندعوه أن يحفظها علينا، فنسأله سبحانه أن يرزقنا العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
تعليقات
إرسال تعليق