نعم الأم ونعم الولد
بقلم الواعظة/
شيماء السيد السيد أحمد
منطقة وعظ القليوبية
إن ما حدث منذ أيام قليلة بالفيديو المنشور على السوشيال ميديا لِأُمٍّ تنقذ ابنها من الصعق الكهربائي بيديها لهو أعظم دليل على حب الأم لابنها، فهي تفدي وليدها بروحها ودمها، وأقول لهذه الأم المخلصة: لكِ منا كل الحب والتقدير، فمن تحمل مسئوليته في رعاية أولاده حفظه الله وقرَّبه يوم القيامة.
إن هذا الحدث ليس جديداً علينا، ألمْ يرفع الإسلام مكانة الأم ويفضلها على غيرها من الناس؛ نعم حدث ذلك لأنها تستحق. فالأم تعاني فى بداية الأمر من الحمل والولادة والرضاعة ثم من تنشأة هؤلاء الأطفال؛ فالأم عمود البيت الذي لا يقوم بدونه، وهي الأساس في تربية الأولاد الذين إذا صلحوا صَلحَ بهم المجتمع، ولقد وردت آيات قرآنية كثيرة تبين فضل الأم، وتوصي ببرها، ومن هذه الآيات قول الله تعالى: " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ* وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [سورة لقمان 14-15]
ومن هذا المنبر نقول لكل الأبناء: الزموا واجبكم نحو أمهاتكم؛ حيث إن رضاهن من رضا الله، وغضبهن من غضب الله، والجنة تحت أقدامهن، فعليكم بالسمع والطاعة لهن إلا فيما يغضب الله. واسألوا اليتامى عن فقدانهم دفء وحنان الأم؛ عندئذ ستقدِّرون نعمة وجودها، وتحمدون الله عليها، واعلموا أنكم مهما فعلتم نحوهن من خير وبرٍّ فإنكم لن تقدروا على الوفاء بحقهن، وتذكروا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ قيلَ: مَنْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ- أحَدَهُما أوْ كِلَيْهِما- ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ" رواه مسلم.
وأخيرًا: أُذَكِّرُ كلَّ أمٍّ بواجبها نحو أبنائها و برسالتها التي ستسأل عنها يوم القيامة.
عزيزتي الأم : إن الواجب لا يقتصر على توفير الطعام والشراب والملبس للأبناء؛ بل هناك ما هو أَجَلُّ وأعظم؛ ألا وهو تربيتهم تربية إسلامية صحيحة؛ لتكون أخلاقهم على منهج أخلاق رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- وينشأ منهم- وبهم- جيلٌ قادر على قيادة ركب الوطن والأمة إلى مراد الله من خيرية هذه الأمة.
تعليقات
إرسال تعليق