الواعظة/ هدير فتاح محمد أحمد

منطقة وعظ أسوان

إن الحياة الإنسانية إنما سميت بذلك لأن أساسها الإنسان وحياته، فالكون بكل ما فيه هو خلق لله سبحانه، فالله خلق الأرض وبسطها وأخرج منها الماء قال تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا • أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا} (النازعات:٣٠،٣١).

والله خلق الإنسان لتعمير وبناء الأرض ، كما سخر له جميع مخلوقاته تكريمًا له وتفضيلًا على جميع المخلوقات فالبحار والأنهار والحيوان والنبات والجماد كلها خلقت لنفعه وخدمته وضمان بقاء حياته، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحج : 65].

ومن عظيم فضل الله علينا أن جعل سبحانه الماء الجزء الأكبر من سطح الأرض، فالماء أساس وأصل الحياة، فكل المخلوقات الحية أصلها من الماء قال تعالى: {....وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ ...(الأنبياء: ٣٠)، إن الله خلق الإنسان من الماء، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ....} [الفرقان : 54]، لذلك فإن الإنسان يستطيع أن يعيش بدون طعام أيامًا لكنه لا يستطيع أن يعيش يومًا بدون ماء....

فبالماء تحيا الأرض وكل من عليها، قال تعالى: «وَاللهُ أنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَأَحْيَى بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إنّ فِيْ ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ» (سورة النحل، الآية:65).

إن حرمان إنسان من الماء كحرمانه من الحياة، وقد نهانا رسول الله ﷺ عن منع الماء الذي هو من نعم الله على خلقه، فعن عائشة  رضي الله عنها  أنها قالت: يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: الماء والملح والنار، قالت: قلت: يا رسول الله هذا الماء قد عرفناه فما بال الملح والنار؟ قال: يا حميراء من أعطى نارًا فكأنما تصدق بجميع ما أنضجت تلك النار ومن أعطى ملحًا فكأنما تصدق بجميع ما طيبت تلك الملح، ومن سقى مسلمًا شربةً من ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة، ومن سقىً شربة من ماء حيث لا يوجد الماء فكأنما أحياها(رواه ابن ماجه).

إن رسول الله وهو ينهى عن منع الماء يبين لنا أجر من يسقي الماء فهو كمن أعتق رقبة وأعطاها حياتها لتعيش بحرية، ومن سقى ماء في مكان لا يوجد فيه ماء فكأنما أحيا هذه النفس.

إن سقي الماء من أفضل الصدقات، فعن سعد بن عبادة - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء. (رواه الإمام أحمد وغيره).

إن حفر الآبار، وتوفير وصلات الماء وشق الطرق لمن يحتاجون الماء لتكون لهم حياة كريمة، فكل طريقة فيها توفيرًا للماء وسقيه لمن حُرِموا منه هو كإعطاهم الحياة، فالماء هو أصل الحياة بل هو حياةٌ للحياة.

لنكون ممن يبني ويعمر الأرض ويحيها ليحيا.....


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز