ايهاب زغلول يكتب :"من الناس ناسًا مَفاتيح للخير مَغاليق للشَّرِّ"







شريعتنا السمحاء شريعة مرنة تتلائم مع المتغيرات وأحداث العصر تصنع إنسان متكامل يخدم بيئته ومجتمعه نافع لوطنه وأسرته أعطت للإنسان الحرية المسئولة وحرمت الإعتداء على النفس بشتى صوره وإزهاق أرواح الناس التي حرم الله قتلها وجرمت ترويع الآمنين والتشهير بهم والإعتداء على حريات الآخرين أياً كان السبب والطريقة فهناك حدود للحريات وحقوق لصون كرامة الإنسان وآدميته.

والشرع الحكيم جعل مقاصد ضرورية لبناء الإنسان والوطن ومنها حفظ الدين والنفس والعرض والمال والعقل وجعل الحفاظ عليها من إهم ضروريات الحياة وحذرمن المساس بسلامة الفرد والمجتمع وجرم ترويعهم وإثارة الرعب بين الآمنين، والنيل من استقرار الوطن بأي حال من الأحوال.

وقد عنت الشريعة بالنفس الإنسانية عناية فائقة فشرعت من الأحكام مايجلب لها المصالح ويدفع عنها المفاسد وجعلته ضروره من الضروريات التي لابد منها للقيام بمصالح الدين والدنيا ولايستقيم الأمرإلا بوجودها.


وأكدت على نشر السلام بين الناس ونبذ الكراهية والعنف والإقتتال(من حمل علينا السلاح فليس منا) وقال صلى الله عليه وسلم (مَنْ أشارَ إلَى أخيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإنَّ المَلائِكةَ تَلْعنُهُ حتَّى يَنْزِعَ، وإنْ كَان أخَاهُ لأبِيهِ وأُمِّهِ،) وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّب الزَّانِي، والنَّفْس بِالنَّفْسِ، والتَّارِك لِدِينِهِ الْمُفَارِق لِلْجَمَاعَةِ)وقال تعالي( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أوفسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنماأحيا الناس جميعاً).


من الشرع السماحة والعفو والصفح الجميل قال تعالى "فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ" ومن الشرع نشر الرحمة وجبر الخواطر بين الناس والتأسى بأخلاق رسول الإنسانية ومنهجه الكريم "خير الناس أنفعهم للناس ".


يقول ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا رسول الله! أيُّ الناس أحبُّ إلى الله؟ فقال: أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل، سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة، أحبُّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرا.. .) رواه الطبراني،


قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ الحج:( 77) عن أنس بن مالكٍ رضِي الله عنه قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنَّ من الناس ناسًا مَفاتيح للخير مَغاليق للشَّرِّ، وإنَّ من الناس ناسًا مَفاتيح للشَّرِّ مَغاليق للخير، فطُوبَى لِمَن جعَل الله مَفاتيح الخير على يدَيْه، ووَيْلٌ لِمَن جعَل الله مفاتيح الشَّرِّ على يدَيْه).

و الصلح مع الله ثماره السكينة وحسن الخاتمه وعلينا أن نكون أداة للرحمة مع الناس والتعامل معهم باللين والسعي في قضاء حوائجهم وبث التفائل والأمل فيهم وتفعيل خُلق الرحمة بينهم ولين الخاطر والصدق مع الله في التعامل  فهي من أفضل العبادات واقربها إلى الله عزوجل


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز