حرمة قتل النفس

بقلم/الواعظة شيماء السيد السيد .

منطقة وعظ القليوبية.

ما بالنا هذه الأيام نسمع كثيرًا عن حوادث القتل المتعددة؛ فهذا أب يقتل ابنه، وهذا ابنٌ يقتل أبَويه، وهذا صاحبٌ قد قَتَل صاحبه بدافع الغيرة، وغير ذلك..

إنها لأيامٌ ثقالٌ علينا، أَوْ لعل الساعة قد اقتربت كما قال رسول الله ﷺ فى الحديث الشريف :"لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل، حتى يكثر فيكم المال فيفيض"، صحيح البخاري.

إنّ المتأمل في هذه القضايا الكثيرة يجد أن أغلبيتها بدون هدف، وأن القاتل يقتل الضحية بدم بارد وضمير ميت رغم صلة القرابة وصلة الرحم والإنسانية، وهذا يدل على الاستهانة بإراقة الدماء وبحرمة من أشد حرمات الله، بهدف تحقيق مصالح شخصية مستخدم في ذلك التضليل والتزييف، قال الله تعالى:﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا﴾، (الإسراء :٣٣)؛ أي :ولا تقتلوا النفس التي عصم الله دمها بإيمان أو بأمان إلا إن استحقت القتل، وذلك بالرجوع للتحقيق في الأمر إلى ولي الأمر و الجهات القضائية المختصة.

ولقد جعل الله حرمة قتل نفسٍ واحدةٍ كقتل الناس جميعًا، وجعل إحٔيائِها إحياءًا للناس جميعًا، وذلك لأن حفظ الدين والنفس هي الغاية العظمى لهذا الدين السمح الذي ساوى بين الناس وأعطاهم حقوقهم، وفرض عليهم الواجبات وحرم إراقة الدماء بينهم بغير الحق . فيا من تقتلون الناس بالحجج الواهية: إنكم تعيثون في الأرض فسادًا وفتنة كبرى ، فلا تتذرعوا بحجة الدين لأن الله تعالى ورسوله بريئين منكم.

وأخيرًا؛ لقد حذّرنا النبيﷺ في أحاديثه الشريفة تحذيرًا شديدًا من سفك الدماء وتَغْلِيظُ أَمْرها، وَأَنَّهَا أَوَّل مَا يُقْضَى فِيهِ بَيْن النَّاس يَوْم الْقِيَامَة، وَهَذَا لِعِظَمِ أَمْرهَا وَكَثِير خَطَرهَا؛ قال رسول اللهﷺ : "أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ بِالدِّمَاء"، صحيح مسلم. فاياكم وقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق، وتذكروا أن العفو عند المقدرة هو من شيم الصالحين والمتقين عند الله تعالى.