شهر الجود
بقلم الواعظة:
أماني سعد صلاح
منطقة وعظ دمياط
🌳🌳🌳🌳🌳
رمضان المبارك هو شهر الرحمة والفرحة يشرق فيه القلب سرورًا، وكأن الدنيا قد امتلأت سعادة وبركة، فترتفع التكبيرات ، وتكثر الدعوات، ويفيض كل منا بما لديه من خيرات، لا نقول ينفق من فضل ماله؛ بل ينفق وكأنه حق الشهر عليه؛ ذلك مما يدل على أن صلتنا بحب الشهر ونفحاته صلة عظيمة، وهذا ما تعلمناه من صنيع النبي صلى الله عليه وسلم فقد حكى لنا سيدنا ابن عباس رضي الله عنه حاله صلى الله عليه وسلم مع رمضان في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم فقال: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَلْقَاهُ، فِي كُلِّ سَنَةٍ، فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ"، ومعنى قوله: أجود بالخير: أي أسخى ببذل المال، وقوله: من الريح المرسلة: ذلك أن الريح تذرو ما تأتي عليه فكان النبي صلى الله عليه وسلم يوزع ما نالت يده من المال في المستحقين.
ولا شك أن الصدقة في شهر رمضان أجرها أعظم لشرف الزمان فهو شهر الجود والعطاء، وهو شهر التربية والتغيير، فمن أراد أن يروِّض نفسه على الجود والعطاء فالله الله في شهر رمضان فنعم المدرسة هي، فكما يفيض الله تعالى ويجود على عباده في هذا الشهر بالخير والبركات والرحمات فحريٌ بكل مسلم أن يتخلق بخلق الله فيكون من أهل الجود على عباد الله، فيفيض الله عليه من خزائن جوده فإنما الجزاء من جنس العمل.
والجود في الناس أنواع فهناك من يجود بماله كالإنفاق والإطعام، وهناك من يجود بوقته كالصلح بين المتخاصمين، وهناك من يجود بعلمه بإرشاد الضال وتنبيه الغافل وتعليم العلم، وهناك من يجود بصحته كإعانة الملهوف والمحتاج؛ فمن أراد أن يحفظ الله عليه هذه النعم فليَجُدْ منها طاعة لله؛ وهذا مصداق قوله تعالى: " لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ".

تعليقات
إرسال تعليق