على طريق الهجرة




 بقلم الواعظة/

فاطمة أحمد حمزة البربري.

منطقة وعظ الغربية.

مع بداية كل عام هجري جديد يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بتلك الذكرى العطرة التي حولت طريق الدعوة الإسلامية من صحراء قاحلة إلى أرض مثمرة تزرع الأمل، والعمل لتحصد الانتصارات العظيمة.

في الهجرة نجد حسن التخطيط والإعداد المسبق؛ فلقد أرسل رسول الله _صلى الله عليه وسلّم _سيدنا مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة المنورة ليدعو أهلها  إلى الإسلام؛ فتهللت الأرواح، وامتلأت بالسكينة واستعدت بحق لتقديم الغالي والنفيس من أجل نصرة هذا الدين.

بينما في  أرض مكة نجد أعداء الله ورسوله قد اجتمعت كلمتهم وتوحدت على محاولة التصدي لدين الإسلام، والقضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ولكن هيهات هيهات! فقد باءت محاولتهم بالفشل؛ فالله سبحانه وتعالى قد تولى رعايته، وحفظه، ونصره عليهم وسار رسول الله بينهم دون أن يتعرض له أحد منهم بالرغم من كثرة عددهم وقوتهم وتربصهم به ؛ إلا أن الله ألقى عليهم النعاس؛ ولم يفيقوا إلا بعد أن رحل وتركهم أمام البيت.

في الهجرة نجد أروع الأمثلة لمعاني الفداء والتضحية عندما ينام سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرد الأمانات لأهلها.

في الهجرة نجد الحزن والخوف يتبدل إلى اطمئنان وسكينة بكلمة واحدة قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه

قال الله عزّ وجلّ ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [ التوبة : ٤۰ ].

وبالرغم من هذا النصر والتأييد من السماء لرسولنا صلى الله عليه وسلم؛ إلا أنه أراد أن يعلمنا كيف يكون البذل، والعطاء وحسن التوكل على الله وهنا… تتجلى الإنسانية في أسمى معانيها ويتحد الصغير مع الكبير؛ والرجال مع النساء؛ والاستعانة باصحاب الخبرة، ومعرفة الطرقات لسلامة الرحلة.

وحتى المرأة المسكينة صاحبة الشاة الهزيلة التي استضافت رسول الله وصاحبه في خيمتها وبحثت عن شئ تقدمه لهم يقيهم من حر الشمس، ويروي ظمأهم..

فأكرمها المولى عز وجل وشرفها بوصفها الدقيق لسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالاضافة للخير الكثير الذي تركه سيدنا رسول الله لها ولزوجها.

في الهجرة عناء، وصبر، وجهاد.

في الهجرة مؤاخاة، وحب، وإيثار.

في الهجرة تأسيس، وقيادة، واتحاد وقوة.

في الهجرة دروس، وعبر فهل من مشمر؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


 

 

 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز