قمة بلا قاع!
كثير ما نسمع في مجتمعنا عن كليات القمة، ونرى الآباء
يتهافتون عليها ويكأنها هي أهم ما في الحياة، وقد ينفقون كل ما يملكون من أجلها.
وأصبح هذا شائعًا بين الطلاب بسبب ترسيخ تلك الفكرة في
الأذهان.
فمن لم تكن نتيجته من كليات القمة، يشعر هو وأهله بالخسارة
والأسف؛ وقد يؤدى إلى بعض الطلاب للشعور باليأس أو الإنتحار..!
وقد سمعنا عن مثل هذه الحالات مؤخرًا، أو نبرة الحزن التي
مازالت من بعض الطلاب الذين لم يُكتب لهم ما تمنوا ، ويرددون عبارات مثل :إن
تكملتهم في مسيرة التعليم ماهي إلا شكليات، وأنهم أصبحوا بلا هدف ولا عزيمة لتكملة
المسيرة، و ضاقت في أعينهم الدنيا ، وأنساهم الشيطان أن الله هو الرزاق ومنه الفضل
وحده الذي قال في كتابه الكريم "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا
تُوعَدُونَ"
هذا الألم يعيشه كل من كانت حساباته بكلام المجتمع الخاطئ؛
فالله عزوجل ذكر لنا القانون الذي لا يكون معه خسارة أبدًا في قوله تعالى :
"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" سورة الكهف.
الوعد الإلهي بعدم ضياع الأجر لمن آمن به وأحسن العمل.
يقولون فاته القمة، لا والله فمن كان مع الله فهو حسبه وفي
ضمانه، والمعية هي القمة والغاية.
إياكَ أن تظن أن ما فاتك رغم اجتهادك هو غضبٌ من رب العباد
أو خسران أو يدعوك إلى أن تيأس وتظن أن هذه هي النهاية بل هي البداية.
كم سمعنا عن نجاح باهر ليس له علاقة بالتخصص الذي تخرج منه ،
وعن ثروات طائلة من وراء فكرة كان ورائها شخص يجتهد ويسعى، ثم وفقه الله وفتح
عليه.
لكل شئ مقدار وحكمة، ولعل في "المنع عطاء"، ولعل
الله جعل في الأقدار القادمة فيها مايجبر الخاطر، و وخيرٌ مما كنت ترجو..
وتأكد أن لاشئ يذهب هَدَر، إنما في كل عمل صالح أجر.
فاستعن بالله العلي العظيم، وكن راضيًا بما قُسم، واستبشر
فيما هو آت...
آية السيد فرحات
منطقة وعظ دمياط

تعليقات
إرسال تعليق