مع بداية عام دراسي جديد
بقلم الواعظة /نوره موسى مشرف
منطقة وعظ كفرالشيخ
مع
اقتراب عام دراسي جديد ،أستشعر فرحة من سعد واستبشر بنجاحه
خيرًا وأقبل بهمة ونشاط ليحقق حلمه وهدفه، وأخر لم تكن نتيجته كما توقع فهو حزين مهموم
لأنه لم يحصل على ما يريد ،وهذا في ظنه أنه ليس بخير، ولكني أقول له، كن راضيًا
بما كتبه الله لك،فإنك لا تدري أين الخير؟، ولا تعرف ما تُخبئه لك الأيام! ،فربما الخير يكمن في الشر،ولكن علينا
جميعًا أن نسعى بجد واجتهاد وليُخلص كل منّا في عمله و نأخذ بالأسباب،ونترك النتائج للمسبب الأسباب فهو القائل في كتابه الكريم {مَنْ
عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل:97].فالحياة الطيبة تبدأ من التغيير، نغير
ما بأنفسنا من الحالة المتردية التي نحياها إلي استشراف المستقبل بأمل كله ثقة في
الله ،نغير ما بأنفسنا من الكسل والخمول إلى الجد والاجتهاد والعمل والنشاط .فنصيحتي
لكل طالب وطالبة أن يجدوا ويجتهدوا في مذاكرة دروسهم؛ من أجل رفعة أنفسهم والارتقاء بأوطانهم فنبينا
( صلَّى الله عليه وسلَّم ) يقول في الحديث الذي يرويه أبي أمامة الباهلي -رضي
الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (فضلُ العالمِ علَى العابدِ كفضلي
علَى أدناكُم ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: إنَّ
اللَّهَ وملائكتَهُ وأهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها، وحتَّى
الحوتَ ليصلُّونَ علَى مُعلِّمِ النَّاسِ الخيرَ).رواه الترمذي وقال عبد الملك بن مروان
لبنيه: «يا بني تعلموا العلم، فإن كنتم سادة فُقْتُم، وإن كنتم وسطاً سُدْتُم، وإن
كنتم سُوقَةً عِشْتم»،وختامًا أقول لكل معلم ومعلمة ،أنتم القدوة لطلابنا فأخلصوا النية لله
في كل عملٍ تقومون به، واحتسبوا الأجر عند الله جلّ وعلا في تعلميهم ، فوظيفتكم رسالة دينية ودنيوية وليست
عمل مقابل أجر، بل هي أمانة فاجعلوا علاقتكم بطلابكم علاقة قائمة على الرحمة
والشفقة وليس على التكبر والقسوة والاحتقار، وتحبيب الخير وتبغيض الشر إليهم بأحسن
أسلوب ، وتذكيرهم بالله واليوم الآخر.فكلكم راعٍ وكلكم مسئوول عن راعيته .

تعليقات
إرسال تعليق