سبل الفتنة والوقاية منها
زادت المغريات والشهوات الظاهرة والباطنة في زمننا هذا فكثرت الفتن فعلى كل منا اتقاء الفتنة والبعد عن سبلها.
الفتنة ابتلاء واختبار من الله تعالى للعبد فقد قال الله عز وجل أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ أية ٢ سورة العنكبوت
فالفتن متعددة قد يكون منها حديث النفس أو وسوسة الشيطان أو فتنة الناس بعضهم بعضا بالغيبة والنميمة أو أحد مغريات الحياة وشهواتها المختلفة من مال أو ولد أو غير ذلك وإما من المعاصي والبعد عن الاستقامة والطريق القويم ويحذرنا الكريم أن نتبع الظالمين فنتأثر بهم ويسوقونا معهم إلى ما لا يحمد عقباه فيقول عز وجل " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (25) سورة الأنفال
عن ابن عباس قال في تفسير الآية "أمر الله المؤمنين أن لا يقرُّوا المنكر بين أظهرهم، فيعمَّهم الله بالعذاب
كأن معنى الكلام عنده: اتقوا فتنة، إن لم تتقوها أصابتكم.
وهناك أمور مختلطة بين الحق والباطل فعلينا بالتحري فيها
قد جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّه قال: "إنها ستكون أمور مشتبهات فعليكم بالتُؤَدَة، فإنَّك أَن تكون تابعًا في الخير، خيرٌ من أن تكون رأسًا في الشر"
ولاتقاء الفتن علينا أن نتسلح بتقوى الله عز وجل، واتباع السنة النبوية والتمسك بالعلم فالدين لا يعذر الجاهل، والجهل ليس بحجة وما العلم إلا وسيلة للعمل وليس غاية لذاته، والمداومة على العمل الصالح قدر المستطاع فلا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.
والدعاء بالثبات والتعوذ من الفتن عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: "يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِنَّ القُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ".
والله تعالى أسأل أن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يثبت قلوبنا على دينه.
إيمان عبد الرسول عبد الحميد

منطقة وعظ القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق