من مفاتيح الرزق "الصلاة"
قال الله تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ) "طه ١٣٢"
أمر الله تعالى نبيه ﷺ أن يأمر أهل بيته والتابعين له من أمته بالصلاة ، بعد ما أمر بها ليتعاونوا على الاستعانة بها على خصاصتهم وفقرهم ولا يهتموا بأمر المعيشة ولا يلتفتوا للثروة وفرضَ أيضًا بالمداومة عليها وقال أيضًا ( لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ ) أى: أن ترزق نفسك ولا أهلك (نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ ) وأهلك ،ففرغ بالك لأمر الآخرة ، ( وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ) أى: والعاقبة المحمودة لذوي التقوى .
روى أنه ﷺ كان إذا أصاب أهله ضر أمرهم بالصلاة وتلا هذه الآية .
والمقصود إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب ، وقال تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ (الذاريات/٥٦_٥٨)
أي لا نكلفك الطلب وكان ﷺ إذا أصابه خصاصة نادى أهله : (يا أهلاهُ ! صلُّوا صلُّوا) ، وكذلك كانت الأنبياء عليهم السلام إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة .
وعن زيد بن ثابت أن رسول الله ﷺ قال : ( مَن كانت همَّه الآخرةُ ، جَمَع اللهُ له شَمْلَه ، وجعل غِناه في قلبِه ، وأَتَتْه الدنيا راغمةً ، ومَن كانت همَّه الدنيا ، فَرَّق اللهُ عليه أمرَه ، وجعل فقرَه بين عَيْنَيْهِ ، ولم يَأْتِهِ من الدنيا إلا ما كتب اللهُ له ) "رواه الترمذى".
فكأنه قيل : داوموا على الصلاة غير مشتغلين بأمر المعاش عنها ، إذ لا نكلفكم رزق أنفسكم ، إذ نحن نرزقكم .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء الله تعالى أن يصلي ، حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة ويقول لهم : الصلاة الصلاة ، ويتلو هذه الأية ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ ) .
وكما قال علي بن أبى طالب رضي الله عنه :
دَعِ الحِرصَ عَلى الدُنيا
وَفي العَيشِ فَلا تَطمَع
وَلا تَجمع مِنَ المالِ
فَلا تَدري لِمَن تَجمَع
وَلا تَدري أَفي أَرضِ
كَ أَم في غَيرِها تُصرَع
فَإِنَّ الرِزقَ مَقسومٌ
وَسوءُ الظَنِّ لا يَنفَع
فَقيرٌ كُلُّ مَن يَطمَع
غَنيٌّ كُلُّ مَن يَقنَع
نعمة محمد مصطفى الشنشورى
واعظة بمجمع البحوث الإسلامية
منطقة وعظ جنوب سيناء

تعليقات
إرسال تعليق