: ( فورب السماء والأرض إنه لحق )

 


أصبحت قضية الرزق وارتفاع الأسعار هي الشغل الشاغل للجميع اليوم، فالكل يتحدث عن الأسعار وكيفية الأكل والتعليم ومسايرة الحياة في ظل هذه الظروف، ولكن على الجميع أن يهدأ ويطمئن فالله عز وجل هو الذي تكفل بالأرزاق وقسَّمها وضمن لكل واحد رزقه قال تعالى " وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (هود :6).

وهذا لا يتعارض مع أن يأخذ كل واحد بالأسباب،  وأن يسعى وأن يبذل كل ما في وسعه في طلب الرزق متوكلًا على ربّ الأسباب مفوضًا إليه الأمر محسنًا الظنَّ به، وعليه أن يتوسط ويقتصد في عيشه، وأن يترك المباهاة والتفاخر في مناحي حياته، راضيًا بما قدّره الله له، متذكرا نعمه عليه غير جاحدٍ لها ، يقول رسولُ اللَّه ﷺ: "انْظُرُوا إِلَى مَنْ هو أَسفَل مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوقَكُم؛ فهُوَ أَجْدَرُ أَن لا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَلَيْكُمْ "(رواه مسلم).

وعليه أن يضع نُصب عينه قول النبي-صلى الله عليه وسلم-:"مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»( رواه الترمذي).

فإنه إن فعل ذلك لم يضره ما يحدث في الكون وسيحمد الله على السراء والضراء، وسيشكره تعالى على نعمه التي تعد ولا تحصى؛ وبذلك يتحقق له المزيد من النعم وتجنُّب عاقبة جحودها ، يقول الله تعالى :"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"( إبراهيم:٧).


 بقلم/سهام محمد محمد رزق

منطقة وعظ كفر الشيخ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز