الأزهر الشريف ورسالة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة..



بقلم د. ايهاب زغلول 

الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال،يجمع بين المادة والروح ويهدي الناس إلى أقوم السبل، قال تعالى "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، والوسطية من أبرز خصائص الإسلام، شاملة لكل قضايا الإنسان، فهي منهج فكري أخلاقي وسلوكي يدعو للاعتدال في كل مفردات الحياة الإنسانية وفق منهج العقيدة، والتي تدعو إلى احترام الآخر والاعتراف بحقوقه المشروعة وأهمها الحريات الدينية، بالإضافة إلى المحافظة على وضع اقتصادي متوازن لا إسراف ولا تقتير،قال الله تعالى" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) المائدة. ويقول الله تعالى ﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِی كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَـٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [البقرة ١٤٣].

وقد حمى الأزهر الشريف منارة العلم وقلعة العلماء عبر تاريخة الزاخر الأمة الإسلامية والعربية من المد العدائي والفكر التكفيري وأعداء الإنسانية والأديان فكان حصناً منيعاً للدعوة والدين والعقيدة وعلم علوم الشريعة والقرآن لكل الدول والشعوب في أرجاء الدنيا قاطبة، وكان ولايزال الأزهر منذ ألف عام  منارة للعلم وقبلة للعلماء  ومركز للمعرفة والوسطية التي لاتعرف الغلو ولا التطرف ولاينكر عاقل أومفكر صاحب رأي سديد دور الأزهر الشريف في نشر الفكر المستنير والتسامح والإعتدال، فالأزهر جامعاً وجامعة لايعرف الإرهاب والتطرف لأن الإرهاب لادين له ورسالة الأزهر هي الإصلاح وتخريج علماء دين مثقفين  يحملون على عاتقهم هَم الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة بلا افرط أوتفريط فالأزهر يرفض مايطلقون عليه "الإسلاموفوبيا" وهذا مايروجه الحاقدين على الإسلام والمسلمين وهم منه براء 

لاشك أن الأزهر منوط  بمهام الدعوة والحفاظ على المنهج الوسطي للدين الحنيف ليقوم بإرسال البعثات إلى  جميع البلدان الإسلامية وترجمة معاني القرآن الكريم مقروءا ومسموعاً إلى البلاد التي لاتنطق بالعربية بالإضافة لإنشاء المعاهد الأزهرية في شتى بلدان الدنيا للحافظ على العقيده الصحيحة وتنشر الإسلام في بقاع الأرض، والأزهر الشريف هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبري التى تقوم على حفظ التراث الاسلامى وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل شعوب العالم، وله مكانة سامية على مر العصور فى أنحاء العالم الإسلامي لأنه ظل يؤدى رسالته الدينيةوالعلمية أكثر من ألف عام و حمل الأزهر على عاتقه مهمة تعليم أبناء الشعب المصري لفترة طويلة وكان يقبل عليه عامة الشعب المصري وخاصته والأزهر الشريف جامع وجامعة ، وله مكانه عالميه مرموقه في دول العالم كافة شرقا وغربا لعراقة تاريخه ووسطية منهجه وعظم مكانته في الوجدان الإسلامي فهو احد اهم ركائز قوة مصر محليا ودوليا ، ولقد قدم الأزهر الشريف كافة انواع الدعم العلمي والثقافي عن طريق العنايه بالوافدين وإرسال البعثات وترجمة معاني القرآن الكريم مقرؤه ومسموعه عبر الاذاعه بالاضافه إلى انشاء المعاهد الدينيه والحاق الوافدين بها حيث يستقبل كل عام اكثر من ٤٠ الف طالب وافد من شتي بلدان العالم لتزويدهم بعلوم الأزهر وزرع صحيح الدين في نفوسهم حتى يعودوا الي بلادهم علماء وأصحاب فكر مستنير ويحاربون كل ماهو دخيل على الإسلام من غلو وتطرف ولقد تعلمنا في الأزهر الشريف ان اقحام الدين في السياسه لكسب تعاطف العامه إثم كيير وتعلمنا أيضا أن حب الوطن أمر فطري والحفاظ عليه وعلى مرافقه ومقدساته أمر اوجبه الشرع ،وشعار الأزهر ورجاله وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر حريصون كل الحرص على توضيح المنهج الإسلامى بالصوره الصحيحة التى يحاول تحريفها المغرضون والكارهين للمنهج الإسلام الوسطى السمح الذي أساسه السماحة والمعاملة الحسنة بين الناس ،وقدروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أن يهوديا كان يضع القاذورات فى طريق النبى صلى الله عليه وسلم وحين غاب اليهودى سأل عنه النبى صلى الله عليه وسلم فعلم أنه مريض فعاده وحين توفى سار في جنازته وهذه رسالة من النبى صلى الله عليه وسلم لنانتعلم منها الصفح والغفران عمن آذانا  قال تعالى "وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" الشورى(40). 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز