فلسطين تنزف... وصمتنا أقسى من رصاص العدو فلسطين... تنزف والعالم يصمت.
في كل يوم جديد، نستيقظ على صور جديدة من الألم والقهر والدمار في فلسطين... أطفال يُقتلون، ومنازل تُهدم، وأحلام تُدفن تحت الركام ، بينما قلوبنا تحترق من العجز ، وأعيننا تفيض دمعًا لا يطفئ نار الغضب.القضية ليست فقط صراعًا على الأرض ، بل جرح مفتوح في ضمير الأمة العربية ، ينزف منذ أكثر من سبعين عامًا، ولا أحد يُضمده.قال تعالى "وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد". (سورة البروج، آية 8)
تذكّرنا هذه الآية بأن ما يتعرض له الأبرياء في فلسطين ليس إلا استهدافًا لثباتهم، ولمواقفهم، ولحبهم لأرضهم، وتشبثهم بالحق رغم آلة القتل والقمع.
القهر الأكبر ليس فقط في ما يفعله الاحتلال، ولا في الصمت العربي، بل أحيانًا التواطؤ... كم من مرة صرخ الفلسطينيون طلبًا للنصرة ! ...كم من مرة قالوا "أين أنتم يا عرب ! "، ولم يجدوا سوى بيانات شجب باهتة، أو صمت مطبق يخجل الحروف.
(قال شاعر نز ار قباني) : "يا تلاميذ غزة علمونا ...بعض ما عندكم فنحن نسينا". "علمونا بأن نكون رجالا... فلدينا الرجال صاروا عجينا".
خذل العرب فلسطين في السياسة، و الإعلام، و الدعم الإنساني، وفي كل ساحات المعركة ، وحدهم الفلسطينيون يدفعون الثمن بالدم، يدافعون عن الكرامة، وعن شرف الأمة، بينما تُغلق الأبواب في وجوههم، وتُطبع الأيادي التي كان يجب أن تُشدّ على أيديهم.قال تعالى "إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم". (سورة محمد، آية 7).
وبالفعل، لم ولن تنكسر إرادة هذا الشعب ما دام إيمانه راسخًا، وما دام يصنع من أنقاضه سلاحًا، ومن ألمه أملًا.لكن رغم الألم، ورغم الجراح، يبقى الفلسطيني صامدًا ، يزرع الأمل في الحجارة، ويرفع راية الحق فوق ركام البيوت، ويعلّم العالم أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن الشرف لا يُقاس بالكلمات، بل بالمواقف.فلسطين ليست قضية شعب فقط بل اختبار لضمير كل إنسان ،وكل لحظة صمت عن الظلم هي شراكة فيه ،فإما أن نكون مع الحق، أو نكون جزءًا من الباطل .
عداد الواعظه/ شيرين فاوى خلاف
منطقة وعظ القاهرة

تعليقات
إرسال تعليق