السلام عالمى بعالمية الإسلام؛ تلك حقيقة أثبتت على مدى القرون".



 بقلم /الواعظة: شيماء السيد السيد احمد.

منطقة وعظ القليوبية.


السلام العالمي هو ما جاء القرآن الكريم صريحا في قوله تعالى: "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ"،(الكافرون:٦ ). وهو ما أسسه النبي (صلى الله عليه وسلم) في وثيقة المدينة مع اليهود والعرب وغيرهم وهى ما يسمى بـ«دستور المدينة»، والذي من خلاله أسس النبي (صلى الله عليه وسلم) قواعد صريحة للعيش مع الآخرين في جو يسوده الرحمة والعدل وإعطاء الحقوق وأخذ الواجبات وتلك هى أسس المواطنة الصحيحة. وهذا ما نشأ عليه الصحابة الكرام امثال ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وغيرهم. وبإبرام هذا الدستور –وإقرار جميع الفصائل بما فيه- صارت جميع الحقوق الإنسانية مكفولة، كحق حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر، والمساواة والعدل دون التفرقة فى الدين او الجنس او العرق.

يقول المستشرق الروماني جيورجيو: «حوى هذا الدستور اثنين وخمسين بندا، كلها من رأي رسول الله. خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين، وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان. وقد دُون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء. وضع هذا الدستور في السنة الأولى للهجرة، أى عام 623م. ولكن في حال مهاجمة المدينة من قبل عدو عليهم أن يتحدوا لمجابهته وطرده.»

جاء فى نص ميثاق صحيفة المدينة

بسم الله الرحمن الرحيم.

((هذا كتاب من محمد النبي الأمي بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن اتبعهم فلحق بهم وجاهد معهم.إنهم أمة واحدة من دون الناس.وأن المؤمنين لا يتركون مفرحاً بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.وأن لا يخالف مؤمن مولى مؤمن دونه.وأن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثماً أو عدواناً أو فساداً بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم.وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم)).

ما اجملها من عدالة وتسوية بين الناس فى الحقوق والواجبات. هذه القوانين والشروط الواجب توفرها حتى يتحقق السلام. فالإسلام يُقرِّر أنَّ الناسَ، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم وألوانهم وألسنتهم ينتمون إلى أصلٍ واحدٍ، فهم إخوة في الإنسانية، ومنه قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكم لآدمَ، وآدم من ترابٍ، لا فضلَ لعربيٍّ على أَعْجَمِيٍّ إلا بالتقوى،(صحيح الجامع).

وفيما بعد، قام المسلمون بالتعايش السلمي وغيرهم فى سلام وأمن مع الآخرين في البلاد الأخرى متأسين برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى التعايش السلمى ونشر السلام وجو من الالفة والمودة. قال تعالى:( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، ( الأنفال:٦١). وتتجلى رحمة النبى (صلى الله عليه وسلم) في وصاياه للمسلمين أثناء الجهاد في سبيل الله تعالى ومنها قوله (صلى الله عليه وسلم): «لا تقطعوا شجرة. وألا تقتلوا امرأة ولا صبيا ولا وليدا ولا شيخا كبيرا ولا مريضا.. لا تمثلوا بالجثث.. ولا تسرفوا في القتل.. ولا تهدموا معبدا ولا تخربوا بناء عامرا.. حتى البعير والبقر لا تذبح إلا للأكل»..كما أوصى رسول الله _ صلوات ربى وسلامه عليه _ أيضا بالإحسان إلى الأسير وأن يكرم ويطعم.. كما شدد على أهمية الوفاء بالعهد.وعلى عدم إجبار أحد على الدخول فى الإسلام.

و من بعده جاء عهد سيدنا عمر بن الخطاب الفاروق الذي فرق بين الحق والباطل(رضى الله عنه) الذي قال : (لا تُسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقص منها ولا من خيرها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم).وهو الذي قد أعطى الأمان لأهل القدس ومنح لهم حريتهم الدينية والسلامة لكنائسهم.

فهذا ان دل يدل على مدى سماحة الإسلام وأنه جاء بالسلام ليسود الكون كله. كل يعيش تحت ظله محتفظا بلغته وديني وممتلكاته الخاصة دون اضطهاد او تفرقة بين المسلمين وغيرهم، كل له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات مادام نعيش على نفس الأرض. إن دين الإسلام عالمي يصلح لكل زمان ومكان وللجميع، يسمح للآخرين بالعيش في ظله والحصول على حقوقهم دون المساس بهم أو خاصية من خصائصهم.

إن السلام ضرورة ملحة طرحها الإسلام منذ قرون عديدة باعتباره أساس الحياة البشرية ابتداء من الفرد وانتهاءً بالعالم أجمع. إن واجب الدول والشعوب الان ان يلتفتوا الى الشعور بانسانيتهم و التسامح والعدل، ومنع البغض والكراهية والعدوان وهذا ايضاً واجب الجامعات والمدارس. دعونا نسامح ونعفو ونعيش فى سلام كما يريد الإسلام ورب الناس


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز