السلام يدعونا إلى دار السلام
بقلم /الواعظة أمل محمود أبوعيطه
منطقة وعظ جنوب سيناء
يقول الله تبارك وتعالى: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (سورة يونس:٢٥)
فالإسلام دين السلام والأمن والأمان ينبذ العدوان والظلم فيدعونا إلى السلام الداخلي مع النفس وأيضًا السلام الخارجي مع الغير
فمع النفس بالرضا ويقين الإنسان بأن كل أمور خيرمصدقا لقول الحبيب ﷺ : عَجَبًا لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
والسلام مع الغير ويشمل أمران سلامه مع أخيه المسلم ومع غير المسلم
فمع المسلم بأن يحب لأخيه الخير ويسعى إلى إسعادة ومساندته وعدم ايذاءه والاعتداء عليه لا بالقول ولا بالفعل
مصداقًا لقوله النبي ﷺفيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول اللهﷺ:(المسلِمُ مَن سلِمَ الناس من لسانِهِ ويدِهِ ، والمؤمِنُ من أمِنَه النَّاسُ على دمائِهم وأموالِهم ) رواه مسلم
فيكون أمينًا معه حريصًا على نفعه بقدر استطاعته محافظًا عليه وعلى
أولاده وماله.
ولغير المسلم كذلك من الحقوق والتعايش معه في سلام وأمان وعدم الإعتداء عليه ومشاركته في حقوق الوطن
وليس أدل علي ذلك من فعل النبي ﷺ عند دخوله المدينة المنورة حيث عقد معاهدة سميت بوثيقة المدينة لينعم كل من يعيش في المدينة في سلام ليس هذا فحسب بل ويضع قواعد وبنود لدفاع عن المدينة المنورة إذا تعرض لها غادر
فالإسلام ينبذ العدوان أينما كان فنجد تحية الإسلام نفسها السلم والسلام والأمان فهي(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)فهي تشعر الغير بالسلام والأمان والرحمة وليس هذا فحسب بل دعاء له بالبركة .
نجد حرص الاسلام على عدم الاعتداء على الآخر واضحًا جليًا في أخلاق المسلمين فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما تسلم مفاتيح بيت المقدس من البطريرك «صفرونيوس»، خطب في أهلها قائلًا: «يا أهل إيلياء، لكم ما لنا وعليكم ما علينا» ثم دعاه البطريرك لتفقد كنيسة القيامة، فلبى دعوته، وأدركته الصلاة وهو فيها، فتلفت إلى البطريرك وقال له أين أصلي، فقال «مكانك صلِ» فقال: ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة، فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر، ويبنون عليه مسجدًا، وابتعد عنها رمية بضعة أمتار، وفرش عباءته وصلى،وأعطى عمرأهل بيت المقدس، عهدًا مكتوبًا، سمي «العهدة العمرية»، أمنهم فيها على كنائسهم وممتلكاتهم وأموالهم.
فهذا هو الإسلام دين السلم والسلام والأمان وحفظ الحقوق وعدم الاعتداء فيدعونا إلى السلام في الدنيا وفي الآخرة إلى الجنة دار السلام.

تعليقات
إرسال تعليق