ليت كل النساء مثل أمي






بقلم الواعظة /فاطمة طه حسب الله


منطقة وعظ القاهرة

كانت أمي جنة تمشي على الأرض حنونة عطوفة حازمة في تربية أبنائها ورغم أنها لم تحظى باستكمال تعليمها ولكن قذف الله في قلبها حب العلم والقرآن الكريم فكانت مجتهدة في تعلم العلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم وحفظت الكثير من أجزاء القرآن الكريم كانت لديها ثقافة دينية تُسأل عن أمر ديني فكانت تجيب عنه بالقرآن والسنة وفق ماتعلمته من العلماء الأزهريين كانت أيضا مجتهدة في تعليم أبنائها وكانت ترغب في التعليم الأزهري وحفظ القرآن الكريم لذلك حرصت علي تعليم أبنائها ما قد فاتها وعلمت أربعة من أبنائها في الأزهر الشريف وجنت ثمار ما زرعت بأن حفظ ثلاثة منهم القرآن الكريم وكانوا من المتفوقين علميا وخلقيا بفضل الله وبفضل توجيهاتها

كم تمنت أن نلبسها تاج حفظ القرآّن وها هي تلبسنا تاج الفخر والعزة والكرامة بين الناس

كانت لنا نعم الأم الحنونة غرست في قلوبنا حب الصلاة وحفظ القرآن وصلة الأرحام زرعت الحب والمودة بيننا حتى صرنا ستة أخوة لكن بروح واحدة إذا جرح منا أحد تألم له الباقون

كانت نعم الزوجة الصالحة والسند لوالدي كانت حليمة في غضبها صبورة على غضب أبي شهد لها جميع من عرفها أنها كانت بارة بوالديها وجميع أهلها كانت الأحب والأقرب لقلوبهم مات والدها وهو راض عنها حق الرضا وتقطع فؤاد أمها حزنًا وكمدًا على فراقها.

والله ما رأيتها إلا صوامة قوامة كنت أتعجب من كثرة صيامها وقيامها دون كلل أو ملل كانت تقوم الليالي كأنها العشر الأواخر من رمضان بل كانت كل أيامها رمضان كانت لا تكل ولاتمل من الوقوف في الصلاة رغم ظروف مرضها وبرغم أن الأطباء والشرع أجازوا لها الجلوس في الصلاة ولكنها كانت تقول لذة الطاعة تنسيني الألم والمشقة.

كانت تصل رحمها بل كانت تصل من قطعها كانت تصلح بين الناس وتحب الخير لكل الناس كانت تسعى في الخير دائما وتشارك في الجمعيات الخيرية وتساعد المحتاجين جعلها الله سببًا في تفريج كرب الكثير من الناس والكثير والكثير من خصال الخير كانت تفعلها لم نعلمها إلا بعد وفاتها.

حباها الله ببشاشة الوجه وصفاء القلب وحسن النية وأجمل ما فيها هو عفوها وصفحها الجميل عمن أساء إليها أو ظلمها لا تحمل في قلبها إلا الخير لكل الناس. أحبها الله فأحبها عباد الله

رحلت عنا ولم ترحل منا ولكن عزائنا أن ما عند الله خيرً وأبقى تركت لها أثر طيب في قلوبنا وقلوب جميع من عرفها.

حزنت حزنًا شديدًا لأني لم أستطع أن أودعها قبل رحيلها (فرأيت لها رؤية جميلة في ليلة كان الحزن يملأ قلبي قالت لي لا تحزني يا بنيتي فأنا في مكان لو علمتيه لسعيت كثيرًا لتصلي إليه قالت لي أنا في زمرة الصالحين والشهداء) فازت ورب الكعبة.

رحمك الله يا جنًةً كانت تمشي على الأرض ستبقى حاضرًة في قلوبنا وعقولنا ودعائنا.

أمي عليك السلام يا روحًا تمنيت بقائها وعليك السلام يا أعز من رحل.










تعليقات

  1. يجعل تربيتها الحسنه ليكي وعملك الخير ف ميزان حسناتها وإياكي وتشوفيه ثمرة خير ف اولادك يا حببتي
    اسكنها الله واسع جناته ونعيمها

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز