الكلمة قد تجرح وقد تُفْرح






 الواعظة/وفاء أحمد القبيصي

منطقة وعظ الغربية

إن من أعظم وأسمى الأهداف التي حققتها الدعوة الإسلامية هي نشر مكارم الأخلاق ونبذ المذموم منها التي تهدم النفس وتدمرها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "الكلمة الطيبة صدقة"

فهي من أبسط الأعمال وأيسرها وأعظمها أجرا وأنفعها أثرا في النفس.

فالحفاظ على الكلمة الطيبة تقينا من غائلة الكلمة
فدخول الجنة بكلمة ودخول النار بكلمة ولذلك يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث "وهل يكب الناس في النار علي وجوههم إلا حصائد ألسنتهم "

وكما قال الشاعر،
احفظ لسانك أيها الإنسان *لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه *كانت تخاف لقائه الشجعان.

فهذا دليل علي خطورة الكلمة ،

وهناك الواقعة التي جمعت أبي ذر وبلال بدأت بتبادل العشرات من الصحابة الأراء حول قضية معينة وادلي فيها ابو ذر برأي لم يحز قبولا لدى كثير من الصحابة بل إن سيدنا بلال تحدث عن عدم صوابية رأي أبي ذر فما كان من الأخير الإ أن غضب بشدة وخاطب بلال قائلا : ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺗﺨﻄﺌﻨﻲ؟

وهنا غضب سيدنا بلال بشدة وغادر المجلس متعهدا برفع شكوي إلي الرسول قائلا : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷرفعنك ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺘﻐﻴﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ صلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ثم رد علي أبي ذر قائلا ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺫﺭ، ﺃﻋﻴﺮﺗﻪ ﺑﺄﻣﻪ؟! ﺇﻧﻚ ﺍﻣﺮﺅ ﻓﻴك ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ.

كثيرًا ما تفسد علاقتنا بسبب الكلمات التي نخرجها دون أن نلقى لها بالا هل وقفنا على هذه الأخطاء؟وهنا لم يجد ﺃﺑﻮ ﺫﺭ الإ البكاء وقال.. ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ. ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ وأتى ابو ذَر ﻭﻭﺿﻊ ﺧﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ..وقال ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺑﻼﻝ ﻻ ﺍﺭﻓﻊ ﺧﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﺄﻩ ﺑﺮﺟﻠﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﻥ ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻼﻝ ﻳﺒﻜﻲ . ﻭﺃﻗﺘﺮﺏ ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﺪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺍﻃﺄ ﻭﺟﻬﺎ ﺳﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺳﺠﺪة ﻭﺍﺣﺪة، ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺎ ﻭﺗﻌﺎﻧﻘﺎ ﻭﺗﺒﺎﻛﻴﺎ.

فلنجعل كلامنا لنا لا علينا، نافعا، بناءاً،وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم علي الكلام الطيب وإلا فالصمت أفضل.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز