بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
الواعظة. نوره موسى مشرف
منطقة وعظ كفر الشيخ
🍀🍀🍀🍀🍀🍀🍀
إنَّ ما نمر به من أحداث وفتن متلاحقة وانتشار للوباء ،هو في الحقيقة ما هو إلا كسب من نِتاج البشرية ، حيث قال الله عز وجل ( « ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ « سورة الروم –الآية 41.
كيف لا؟! ونحن في زمن كثُر فيه إباحة المنكرات وترك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و تقليد للغرب في أفكارهم ومعتقداتهم التي لا تمت إلى الإسلام بصلة ، غير أنها تنمي في نفوس أطفالنا التقليد الأعمى فيما يفعلونه حتى ولو كان على خلاف الصواب ؛ لذا فالمجتمع الصالح يبدأ من النشأة والتربية الصحيحة ، ومن ثَمَّ فلابد من وضع حجر الأساس في التنشئة ؛ حتى يكون هناك جيل يميز الخطأ من الصواب .وقد حث الشرع على تربية الأولاد، وحضهم من الصغر على تطبيق تعاليمه السمحة ؛ لأن التعليم في الصغر أرسخ، ولهذا قالوا: التعليم في الصغر كالنقش في الحجر.
وقال الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان منا * على ما كان عوّده أبوه
لذلك هناك بعض النصائح على الأم والأب مراعاتها معًا.
-كونوا نعم القدوة حيث يكون الآباء قدوة لأبنائهم في كل شيء : التصرفات و الكلام و طريقة معاملة الآخرين و غيرها. فإن الله تعالى امتن علينا بنعمة الذرّية ، و حذّرنا من الافتتان بها فقال : ( {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ (15)} [التغابن]
. زرع العقيدة الإيمانية ومكارم الأخلاق في نفس الطفل ، وذلك عن طريق المداعبة و التعليم بطريق اللعب ، و هو من الوسائل التي تعتبرها المدارس الغربية في التربية اليوم من أنجح الوسائل و أهمها و أقربها إلى نفس الطفل و أنفعها له ، رغم أن الهدي النبوي سبق إلى ذلك و قرره و شرع فيه صاحبه- صلى الله عليه وسلم - بالفعل ، في مواقف كثيرة من أشهرها ما رواه الشيخان و غيرهما من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ كَانَ النبيُ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقاً ، وَكَانَ لي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ - قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمٌ - وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ « يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ » . نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ ، فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلاَةَ وَهُوَ في بَيْتِنَا ، فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِى تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ ، ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّى بِنَا .
.تهيئته لما ينبغي أن يكون عليه ، أو يصير عليه في كبره كالقيادة و الريادة و الإمامة ، و كفى دليلاً على ذلك تأمير رسول الله -صلى الله عليه و سلم- أسامة بن زيد ذي السبعة عشر ربيعًا على جيش يغزو الروم في بلاد الشام ، و فيه كبار الصحابة كأبي بكر و عمر رضي الله عنهم أجمعين ، و بعثه معاذ بن جبل- رضي الله عنه - أميرًا على اليمن و هو في التاسعة عشرة من العمر .
.تعويدهم على فعل الخيرات و منه ارتياد المساجد للصلاة و التعبد :
روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله : ( حافظوا على أبنائكم في الصلاة ، و عوّدوهم الخير فإنّ الخير عادة ) . أخرجه الطبراني
وختامًا احرصوا على أبنائكم فهم حصاد زرعكم ولبنة المجتمع، فكونوا قدوة لهم حتى يصلح المجتمع.
اللهم اكفنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .
تعليقات
إرسال تعليق