بما كسبت أيدي الناس
بما كسبت أيدي الناس
الواعظة/سارة سلطان محمود
منطقة وعظ دمياط
نعاصر في
الآونة الأخيرة هجمة غير مسبوقة لعدد كبير من الأمراض والأوبئة لم يكن لها وجود من
قبل، فلا تجد شخصًا في بلدنا ذكرًا كان أم أنثى إلا ويعاني من مرض ما! حتى الأجنة
في أرحام أمهاتها لم تسلم! انتشرت السرطانات وتعددت أنواعها، وأصبحت المستشفيات مليئة بمرضى الفشل الكلوي
وغيره من الأمراض المزمنة، ضعفت الصحة
العامة فالناس يظهر عليهم التعب والإرهاق من لا شيء، ويرجع السبب إلى التغير في
طبيعة أساسيات الحياة من هواء ومياه وطعام نتيجة التغيرات المناخية، والسبب
الرئيسي لهذه التغيرات هو الإنسان نفسه، فتغيرت
طبيعة الهواء وأصبحنا نعاني من الاحتباس الحراري وتغير في درجات الحرارة
على مدار فصول السنة، فالدخان المتصاعد من المصانع وعوادم السيارات والحرائق سببًا
من أسباب الاحتباس الحراري المؤثر على صحة الإنسان.
تغيرت طبيعة
المياه فلا يطيب لبعضنا أن يشرب من صنبور المياه مباشرة بل لابد أن تمر المياه على
جهاز تنقية أو مايسمى (فلتر)، بسبب التلوث الحادث في مياه نهر النيل المصدر الوحيد
للماء العذب في مصر، وهذا التلوث ناتج عن إلقاء مخلفات المصانع ومخلفات الإنسان والحيوان، والنفايات وغير ذلك مما يضيق المجال
هنا لذكره.
وبناء على
تلوث المياه أصبح الطعام الذي يسقى بهذه
المياه ملوثا وأصبح سببا لحدوث الأمراض للإنسان على المدى البعيد بل على المدى
القريب. استخدام المزارع للمواد الكيماوية والأسمدة أثر على جودة المزروعات، فالفاكهة الموسمية حذر الأطباء من تناولها في
بداية موسمها لأنها تسبب العديد من الأمراض كالحساسية والنزلات المعوية، والخضروات تفسد في وقت قليل بعد شرائها والسبب
في ذلك الإنسان نفسه، حيث يستخدم بعض المزارعين بعض الأسمدة الضارة التي تساعد على
نمو الثمار في أقل فترة ممكنة، ولكن يكون لها العديد من الآثار السلبية التي تظهر
على الإنسان بسبب تناولها، وأيضًا فائض المياه الذي يحتوي على هذه الأسمدة الضارة
يصرف في مياه النيل بعد ريِّ الأرض فيختلط بمياه النهر العذب الذي يشرب منه
الإنسان فيصاب بالأمراض ويشرب منه الحيوان فيتأذى وقد تقضي هذه المواد الضاره على
الثروة السمكية.
وختامًا
فالإنسان هو المسبب الوحيد لكل هذا، فجميعنا نتشارك في هذا التلوث بشكل مباشر أو
غير مباشر، فيجب على كل منا أن يبدأ بذاته، فعملية الاصلاح تبدأ من الفرد أولًا،
ويجب علينا أن نكون خير أمة ونطبق قوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)
ويجب على
الدولة فرض عقوبات وغرامات لمثل هذه الأفعال.

تعليقات
إرسال تعليق