تصحيح مفاهيم
تصحيح مفاهيم
بقلم الواعظة/ أمل محمود أبوعيطة
منطقة وعظ جنوب سيناء
هناك
بعض المفاهيم التي قد تَرّسخت في عقول
كتير من الناس تحتاج إلى تغيير، وليس تغيير بسيط بل تغيير جذري مثال ذلك:
كثرة الإنجاب ، وزيادة عدد الأولاد معتقدين أن في الكثرة العزة وأن رسولنا الكريم
قد دعانا إلا هذا مستدلين بالحديث " تزوجوا الودودَ الولودَ فإني مكاثرٌ بكم
الأممَ يومَ القيامةِ " رواه ابن حبان
وهذا فهم خاطئ وتفسير غير صحيح لحديث رسول اللّه
ﷺ
فالكثرة التي أردها الرسول ﷺ هي الكثرة القوية
المنتجة القادرة على نفع نفسها، ونفع وطنها ، وبناء مستقبلها والدفاع عنه، وليست
الكثرة الهالكة اللاهية ويستدل على هذا بحديث رسول الله ﷺ
عن ثوبان مولى رسول الله ﷺ قال: قال رسول الله
ﷺ:
"
يوشِكُ الأُمَمُ أنْ تَداعَى عليكم؛ كما تَداعَى الأَكَلةُ إلى قَصْعتِها. فقال
قائلٌ: ومِن قِلَّةٍ نحنُ يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ
كغُثاءِ السَّيْلِ، ولَينْزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدُوِّكم المهابةَ منكم،
وليَقذِفنَّ اللهُ في قلوبِكم الوَهَنَ. فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ، وما
الوَهَنُ؟ قال: حُبُّ الدُّنيا، وكراهيةُ الموتِ" سنن
أبي داود
فغُثاءِ
السَّيْلِ هنا المقصود به الكثرة ولكن الكثرة التي لا فائدة منها.
فالإسلام
دين التيسير والسماحة يتسم بالاعتدال فلا إفراط ولا تفريط فقد حرم تحديد النسل
ولكن دعانا إلى أعمال العقل وتنظيم النسل وهناك فرق شاسع بين التحديد والتنظيم
فالمقصود
بالتحديد المنع وهو منهي عنه؛ أما التنظيم أي تباعد فترات الحمل فهذا قد يُعد من
الأوليات حفاظًا على صحة الأم في المقام الأول فهي أساس البيت وعمود المجتمع
وعليها يقع العبء الأكبر في تربية الأبناء
، وحفاظًا على الأبناء لتنشئتهم نشأة قوية نافعة ليكونوا قادرين على تحمل
المسؤولية وخدمة مجتمعهم والدفاع عنه، ولا علاقة هنا لما قد يدور في بعض الأذهان
أن تنظيم النسل من أجل الرزق، والنفقة لأن الرزق مضمون ونحن في الأرحام ؛
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال
رسول الله ﷺ " إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ
أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً
مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ،
ويُقَالُ له: اكْتُبْ عَمَلَهُ، ورِزْقَهُ، وأَجَلَهُ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ"
رواه البخاري
وضمن
لنا المولى عز وجل الرزق في كتابه الكريم فقال: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي
الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا" سورة هود ٦
فلنصحح
المفاهيم بلا إفراط ولا تفريط

تعليقات
إرسال تعليق