" الرحمة المهداة "
نعيش الآن في رحاب ذكرى مولد الحبيب المصطفى
- صلى الله عليه وسلم - تلك الذكرى العطرة التي حُقَّ لنا أن نحتفل بها كل يوم بل كل
لحظة ولمَ لا ؟ وهو الرحمة المهداة للعالمين
معلم البشرية جمعاء خلق الرحمة في جميع صورها
ومعانيها مصداقا لقول الله تعالى:" ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً
لِلْعَالَمِينَ ) ( الأنبياء: ١٠٧ ) ، ورحمته -صلى الله عليه وسلم - شملت الصغير والكبير
، الرجل والمرأة ، المسلم وغير المسلم بل تعدت إلى الحيوان .
ودعونا نعيش لحظات مع مظهر من مظاهر رحمته
- صلى الله عليه وسلم -؛ لنعرف كم كانت رحمته صلى الله عليه وسلم بمن حوله ،عن أبي
هريرة قال: بال أعرابي في المسجد، فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبيﷺ: دعوه،
وأريقوا على بوله سَجْلًا من ماء، أو ذَنوبًا من ماءِ، فإنما بعثتم ميسرين ولم
تبعثوا معسرين" ( رواه البخاري).
والمتأمل في هذا الموقف يدرك مدى رحمته -صلى الله عليه وسلم-
بهذا الرجل الذي ارتكب فعلا يثير غضب أي أحد ويدعوه إلى التعامل معه بكل عنف وغلظة
، ولكن الحبيب المصطفى- صلى الله عليه
وسلم- تعامل معه بكل رفق ورحمة ليُعلّم
أمته أن كل موقف في حياتنا مهما كان ، لابد من التحلي فيه بالرفق واللين ؛لأنهما
زينة العمل ، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا
زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» ، [رواه مسلم] .
فما أجمل أن نعود إلى إحياء سنته والتحلي
بأخلاقه ، وليعلم كل مسلم أن اتباع هديه -صلى الله عليه وسلم- هو طوق النجاة في كل
مناحي الحياة خاصة وأن الرحمة قد توارت وحل مكانها قسوة القلوب وغلظتها ، ولنتساءل دائما أين نحن من
رحمة النبي ؟ هل نحن رحماء مع أنفسنا ؟ هل نحن رحماء مع آبائنا وأمهاتنا ؟ هل نحن
رحماء مع أزواجنا وأبنائنا ؟ هل نحن رحماء مع بعضنا البعض ؟
فكل هذه الأسئلة تحتاج منا إلى وقفات
طويلة مع أنفسنا نرجع فيها إلى سنة حبيبنا - صلى الله عليه - ، لنتعلم كم كانت رحمته وكم كان رفقه صلى الله عليه وسلم في كل تعاملاته ، فلنسارع
حتى نكون ممن قيل فيهم " الراحمون
يرحمهم الرحمن".
سهام محمد محمد رزق
منطقة وعظ كفر الشيخ

تعليقات
إرسال تعليق