ناهد زغلول تكتب: ومازال القلب ينبض (1)
النجوم تتهاوى فى ثلث
الليل لتزين السماء بعبير لونها اللامع. السكون المثير يغرينى على التأمل والمتعه والصمت
الرهيب الـــــذى يعم المكان.
الهدوء الذى يثيرنى
بالفضول لأرى كل من حـــــولى والتطلع لـــرؤية العمارات التى بجانب بيتى القريبه
منها والبعيدة.
عندما كنت فى غرفتى شعرت
بــأن شيئا يؤرقنى فلــــم أستطيع النوم فنهضت من فراشى وفتحت النافذة كى أجلس فى
الثراث بعض الوقت لأستنشق الهواء وأستمتع بالليل ونسماته، كان الوقت متأخرا فلم
أجد أحدا فى الشارع حيث الليل أسدل غيومه ونشر ظلامه.
وظللت بعض الوقت حيث إلتفت يمينا ويسارا لأرى السكون الذي
يداهم المكان، وقد وقع بصري على بلكون جارى حيث رأيت نورا خـــــافت يضىء
بالنافذه.
أثارنى الفضول وحدقت النظر على البلكون لأرى مافـــى
الغرفة ..... حيث دار فى رأسى سؤالا........ لماذا النور مضىء فى هذا الوقت
المتأخرولم يوجد أحد بالغرفة؟
أمعنت النظر بشدة لأرى بوضوح .... تلك الغرفة العجيبة
التى لم يوجد بها أحدا
يبدو أن هذه الغرفة بها الكثير من العجائب وفجأه.....
جذبنى شيئا ما يبدوواقفا وها أنا ذا ،أرى تمثالا كأن عيناه لامعتان أخذ يداهمنى
الشعور بالرهبه أهذا إنسان حقيقى أم تمثال منحوت!!!
هـــــذا جميل للغاية،
فنظرت إليه بشدة حيث أمعنت النظر إليه، إنتابنى شعورا بمدى العبقرية والإبداع لمن
جسد هذا التمثال الرائع.
بجانب التمثال مرسم
ولوحات فنيه حيث أننى لم أراه جيداحيث كان النور خافتا يبدو انه نحاتا بارعا يعبربإحساسه
الفنى ويتراقص بشعــاع عبقريته ليبدى فنا ساحرا.
فوددت أن أرى هذا الشخص
العبقرى الذي جسد هــذا التمثال وماحقيقته، وقفت لحظة أفكر وأخذتت ضاربنى الأفكار
المفروض أن جارى أعرفه جيدا وليس عنده موهبة الفن حيث كان محاسبا ويعمل بالتجارة فما
علاقته بالرسم والنحت إذا هذا غريبا حقا ماذا حدث ياترى؟
يبدو أن كل شىء تغير من
حولى حيث أننى سافرت منذ عدة سنوات فلـــم أكن أعرف ماحدث هنا وكيف إنتقل من الشقه،
لابد أن أعرف وبدأت أفكر.... ولكــن كيف؟
من الممكن أن يكون بواب
العمارة عنده علم بما حدث فهو المسئول الخاص بحراسة العمارة ويعرف
من غادر الشقه ومــن قطن بها.
أصبح بياض الفجر يزحف
ليسدل خيوطه ونوره. حتى إنتابنى الشعور بالتعب والإرهاق لسهرى هذا الليل الطويل حيث
لم أحظى بساعات نوم كافية.
السعادة تغمرقلبى لما
رأيت فى هذه الليلة التى لا مثيل لها، ذهبت إلى فراشى لكي أنام وغرقت فى نوم عميق ليداعب
الحلم خيالى لرؤية الفنان يوما ما الذي إختطف قلبى لتمثاله المحاط بهالة فنه
المبدع الرائع.
أصبحت الساعة الثامنة
وعشرة دقائق هو ميعاد ذهابى للعمل.نهضت من فراشى وأعددت الفطور وشربت القهوه وعند
نزولى طرق فى ذهنى شيئا وكأن فضولى لاح كى أسال بواب العماره عماحدث لجارى وكيف
غادر سكنه؟
Ø
صباح الخير ياعم حسن
Ø
صباح النور سيدتى
Ø
اريدك أن توضحى أمرا
Ø
تحت أمرك
Ø
كان لى جارا فى الدور الرابع المطل على شقتى كيف هو الأن؟
قال إنه غادر الشقة منذ سنوات وسكن بها جار أخر يدعى
السيد عزمى إنه نحاتا وفنانا معروفا تأتى سيدات إلي مرسمه ليروا فنه ولوحاته
والتماثيل التى ينحتها ليشتروها.
Ø
شكرا ياعم حسن كنت فقط أريد معرفة ماحدث
Ø
لاشكر على واجب سيدتى.
حدثت نفسى لحظة بعد سماع مقاله عم حسن وأدركت أن ما
ظننته كان حقاو أن الذى جسد هذا التمثال لابدأن يكون نحاتا أوفنانا رائعا.
يبدو أن هذا الأمر مهما ومسليا بالنسبة لى... ياإلهي!!!
قد مر بضع دقائق ساعتها تنبهت أنى ذاهبة للعمل وأنى متأخرة
تركته وذهبت لأركب سيارتى للذهاب للعمل.حيث أغرق
كالمعتاد فى يوم طويل ملىء بالزحام وكثرة العمل المرهق.
مرت بى ساعات العمل حيث كان العمل كثيف للغاية إلى أن
إنتهيت من عملى وعاودت إلى البيت وإن كان عناء السفر يزيدنى إرهاق وتعبا.
اركن سيارتى فى مكانها المخصص لها أسفل البيت، وأصعد
السلم وإخيرا دخلت البيت ونزعت ملابسى على الفور حيث كان السرير بجانبى فرميت بجسدى
عليه فلم أدرك أن الساعات تمضي مر بى الوقت سريعا.
إقتربت الساعة العاشرة مساءا حتى إستيقظت من نومي العميق
حيث تناولت العشاء وفنجانا من القهوة المفضلة لى وجلست على الأريكة.
أفكر فى هذا الشخص وأتمنى أن أراه وأساله عن عبقريته
الفنية التى تسكن جائشتى وتلاعب خيالى من تمثاله ذوي العين اللامعتين.
أتى الليل الدامس واعتدت كالعادة بفتح النافذة مرة أخرى
لكـــى أراه ثانية، احدقت النظر بشده على بلكونه وإن كان شباكه مفتوحا والنور خافت
كالعادة.
فجأة أضاء النور بشدة إلى أن دخل رجلا يبدو أنه يتحسس الأشياء،
وإن كان عيناه تتركز فى إتجاه واحد لايلتفت.
شظف الهزيع الأخير من الليل والبرد تلمس جسدى وكــــأن
السماء تمطر، دوى قصف الرعد بشدة والمطر يزداد والبرق يضرب السماء ليشقها بقوة، حتى
أسرعت وأغلقت النافذة إلى أن أصبحت الثالثة بعد منتصف الليل حيث كفت السماء عن
المطر.
أسدل البريق العاصف ذيوله وإنكشف الستار حتى ظهر صباح
اليوم الثالث من يـــوم الجمعه وهو اليوم الوحيد المريح بالنسبة لى حيث أنه يوم
العطلة الرسمية. كان البيت متسخا للغاية
كل ركن من البيت به الكثير من الكركبه كل شىء فوق بعضه.
أعددت الفرشاة المخصصة للتنظيف وقمت بتنظيف البيت كاملا،
حتــى مضت الرابعة عصرا.
بعد تناول الغذاء،وفى تمام الساعة السابعة مساءا ذهبت
إلى النادى لأتقابل مــع أصدقائى ونستمتع باليوم لنتحدث سويا عن كل شىء خاص بنا.
تركنا النادى وذهبنا للتسوق لنشترى بعضا من الملابس الشتوية
الموجودة بالســـوق والموضة التى نظهر بها، أخذنا فى المسير بالطرقات حتى وقع
بصرنا إلى مطعم ويدعى "دلفى"
فكرنا معا لندخل المعطم ونجرب الأطعمه الخاصة به وجلسنا
سويا فى المعطم وتناولنا بعضا من الأسماك البحريه حيث كانت الأطعمة لذيذة للغاية حتى
مضى بنا الوقت.
ركبنا السيارة وذهب كلا منا إلى بيته بعد أن قضينا يوما
ممتعا ملىء بالتنوع والتسلية، ذهبت إلى غرفتى لخلع ملابسى ومضى بعض الوقت وأصبحت
الثالتة بعد منتصف الليل، وددت كالعادة أمتع نظرى بسكون الليل والهدوء الذى يعم
المكان وأطل على النافذة التى أمامى وكان باب غرفته مفتوحا كالعادة والنورخافت
وفجأة....

تعليقات
إرسال تعليق