طلاق بارتي أم حداد شرعي!



بقلم الواعظة /هدى الشاذلي 

اختص الله للطلاق سورة باسمه في كتابه رغم مافيه من قطع علاقة الزوجية بما لها من مكانة إذ هى الميثاق الغليظ، وتسمى سورة الطلاق ب ( النساء الصغرى ) وهى سورة ( الفرج ) ولعل السرّ في ذلك قوله تعالى في أول آيات السورة : ﴿ ..... لَا تَدۡرِى لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحۡدِثُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ أَمۡرًا ﴾ الطلاق : آية ١ .

لاتدري ربما تتغير الأحوال للأفضل، ويكون الطلاق بداية لحياة جديدة، فكم من حالات طلاق تداركت الدرس سريعًا وتمت رجعتهم وأصبحت حياتهم أفضل مما كانت، وكم من حالات أخرى رأت الصورة أوضح من بعيد وكيف أنها كانت تعيش حياة لاتشبهها؛ فاستكملت حياتها أفضل مما كانت عليه وهى ترى أن حكمة الله اقتضت لها ذلك لأنه هو الخير .

لكن المثير للعجب في هذه الآونة في مجتمعاتنا هو اتجاه بعض النساء بعد الطلاق فمنهن من تُقيم الحفلات لتُظهر عدم مبالاتها لما حدث وتبدأ تتوالى التهاني والمباركات من الصديقات، وبالتأكيد هذا ليس من الإسلام في شيء ومن الطبيعي أن الطلاق يُحزن المرأة المسلمة الطبيعية التي تحب الاستقرار في كنف زوج محب .

ونجد نوعًا آخر من النساء يبالغن في الحزن، وكثيرًا ما سمعنا عن امرأة مكتئبة بعد الطلاق ومنهن من فكرت في الانتحار، وهذا أيضا ليس من الإسلام في شيء إذ أن من أركان الإيمان أن نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره وعلى كل مؤمن صحيح الإيمان أن يرض بما قسمه الله له.

ومؤخرا أثير على الساحة تصرف غريب من نوعه لامرأة قامت بحلق شعر رأسها بالكلية بعد طلاقها؛ مما أثار التعجب، وكثُرت الأقاويل حول صحة هذا التصرف من عدمه وهل على المرأة المطلقة حداد مثل المتوفي عنها زوجها؟ وإذا كان عليها فما كيفيته؟ وماحكم حلق المرأة شعرها ؟وما هو الواجب على المرأة المطلقة؟

وأبدأ الإجابة من حيث انتهت الأسئلة فما هو الواجب على المرأة المطلقة ؟ فبعد البحث عن الطلاق في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعامُله صلى الله عليه وسلم مع المرأة المطلقة، وجدت أن السيدة أسماء بنت يزيد الأنصارية المُلقبة ب ( خطيبة النساء ) هى أول مُطلّقة في الإسلام وقد لُقبت أيضا ب( المُعتدة ) تروي لنا وتقول :

"طُلقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن للمطلقة عدة، فنزل قول الله تعالى:{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ}.. [البقرة - 228.

فكانت بداية تشريع العدة للمرأة المطلقة المدخول بها ، فعليها أن تمكث ثلاث حيضات _ على الرأى الراجح من أقوال الفقهاء_ بدون زواج من آخر ولا حتى يتم التعريض لها بالخِطبة أثناء العدة .

والمطلقة من طلاق رجعي تعتد في بيت الزوجية لأن الزواج قائم حُكمًا أثناء العدة وهو أدعى للمراجعة واستئناف الحياة الزوجية بعد ذلك، أما المطلقة من طلاق بائن فلا تعتد في بيت الزوجية لأن الزوجية بينهما قد انقطعت؛ فسواء بائن بينونة صغرى فلا تحل له إلا برضاها وعقد جديد ومهر جديد أو بائن بينونة كبرى فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره.

هذا هو الواجب على المرأة المطلقة أى العدة فقط أما ماأثير من تساؤلات حول ما إذا كان عليها الإحداد أم لا وحكم حلق المرأة شعرها سنجيب عنه في المقال القادم فللحديث بقية ......

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز