الضيف العجول



  بقلم/الواعظة الشيماء محمد رمضان

         منطقة وعظ القاهرة

منذ أيام قليلة كنا نشعر بالسعادة والبهجة حينما نسير في  الشوارع وقد ملأتها الزينة والأنوار، ونستمع إلى الابتهالات والأناشيد الرمضانية ونرى الأولاد وقد بدت عليهم السعادة لشراء الفوانيس واللعب بها، وتبدأ النساء بتحضير البيوت وتزيينها، ويهنئ الناس بعضهم بعضًا معلنين قدوم الشهر المبارك الذي ننتظره كل عام متشوقين له؛ حتى نملأ قلوبنا بروحانياته ونسماته العطرة فالقلب يستمد قوته الإيمانية من رمضان، ويظل بهذه الطاقة طول العام حتى إذا أتى رمضان المقبل تكاد طاقته تنتهي فيبدأ في الشحن مرة أخرى وهكذا؛  يقول النبي ﷺ: ((إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أبدًا)) رواه الطبراني

فتلك النفحة المباركة عطاء من الله عز وجل ينزله على القلوب، وتحتاج إليها النفس؛ حتى تعلو همتها وتُكثِر من الطاعات والعبادات،  فنحن في رمضان نصوم، ونؤدي الفرائض، ونقرأ القرآن الكريم، ونصلى التراويح ونقيم الليل ونتهجد، ونتصدق ونصل الأرحام ونبتهل إلى الله عز وجل بأصدق الدعوات؛  فهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار  يقول النبي ﷺ:( إذا كان أول ليلة في شهر رمضان صُفِّدت الشياطين ومَرَدَة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، وياء باغي الشر أقصر، ولله عُتقاء من النار وذلك كل ليلة»  رواه الترمذي

 فهذه بشرى من النبي ﷺ بفتح أبواب الجنة لمن أدرك رمضان وأقبل عليه بالطاعات والعبادات واغتنم منه الخيرات والبركات.

لكن سرعان ما ينقضي رمضان فبالأمس كنا نقول  أهلًا رمضان واليوم نقول 

مهلًا رمضان

إنه الضيف العجول الذي سرعان ما يذهب وينقضي؛ لذلك لابد لنا من استغلال كل دقيقة فيه لابد أن نجاهد أنفسنا ونجدد صيامنا، فليس المقصود صيام الطعام والشراب فقط !

بل صيام الجوارح أيضا صوم العين عن النظر الى الحرام، وصوم الأذن عن استماع الحرام، وصوم اللسان عن الخوض في الأعراض والغيبة والنميمة والكذب وكل قول حرام، ولنجدد صلاتنا ولتكن صلاة خاشعة متأنية ولنكثر من النوافل فهي تجبر الفرائض، ولنخرج الصدقات للفقراء والمحتاجين ولنتدارك ما فاتنا من رمضان

فلنبادر جميعًا باغتنام الشهر المبارك  فنجاهد أنفسنا ونجد ونجتهد ونكثر من العبادات والطاعات ونتحرى ليلة القدر لنتعرض لنفحات الله تعالى وأنواره الجلية وعطاءاته العظيمة .

وأخيراً نقول أن رمضان هو فترة مصغرة من باقي شهور السنة

يقول النبي ﷺ في الحديث المروي عن عائشة  – رضي الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ُسِئَل: أيُّ العملِ أحبُّ إلى الله؟ قال: (أدومه وإن قل) متفق عليه

فإذا كنا نصوم الشهر كله فينبغي علينا ألا نترك الصيام في باقي الشهور ولو ثلاثة أيام من كل شهر، أيضًا إذا كنا نصلى القيام والتهجد لساعات طويلة في ليالي رمضان فعلينا ألا نترك صلاة الليل ولو ركعتين

وهكذا في باقي النوافل والصدقات وأعمال الخيرجعلنا الله وإياكم من عتقاء الشهر الكريم وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال 

 


 

 

 

 

 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز