"وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا"






  بقلم/ أمل محمود علي أبوعيطه

‏واعظة بمجمع البحوث الإسلامية

‏منطقة وعظ جنوب سيناء


قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة من الآية:185]

فحقًا لنا أن نفرح بإتمام نعمتهِ علينا فقد مَن الله علينا بصيام هذا الشهر العظيم وقيامه ،وهذه نعمةٌ لا يوافيها نعمة فلنأتمر بما أمرنا الله به ولنكثر من التكبير في هذه الأيام المباركة ولنتعلم خلق الشكر؛

▪️ فالشكر؛ يكون بمعرفة النعمة الحاصلة من المنعم، والفرح بها، والقيام بما يريده المنعم منا بل والعمل بما يحبه.

▪️ خلق الشكر من أخلاق الأنبياء بل هو صفات الله وأسمائه الحسنى يقول تعالى: (وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ) سورة التغابن : آية:١٧

ومع عِظم أمرهِ فهو خُلق عزيز في الناس فقليل من يتحلى به؛

فقد ورد في الأثر أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه

سمع مرَّةً رجلاً يدعو ربَّه فيقول: "اللهمَّ اجعلني من القليل"، قال عمرُ: "ما هذا الدُّعاء؟"، قال: أقصد قوله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ}.[سبأ:13]

‏ فقال عمر رضي الله عنه يخاطب نفسه:

‏((كل الناس أعلم منك يا عمر، اللهمَّ اجعلني من القليل الشَّاكر، لا من الكثير الساهي واللاهي))

▪️ ولنتعلم الشكر من سيد الخلق ﷺ فقد كان يقيم الليل حتى تتورم قدماه شكر لله عز وجل ؛

فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا صَلَّى قَامَ حتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ، قالَتْ عَائِشَةُ:ْ: يا رَسولَ اللهِ، أَتَصْنَعُ هذا، وَقَدْ غُفِرَ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ، فَقالَ: يا عَائِشَةُ أَفلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا"رواه مسلم.

▪️ ‏ولنعلم أن خيري الدنيا والآخرة مقرون بالشكر

فمن أراد الزيادة في (الرزق ،والمال، والأولاد، أو في خيري الدنيا ،والآخرة فعليه بالشكر) مصداقًا لقوله تعالى ( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) سورة إبراهيم: آية:٧

ومن أراد مغفرة الذنوب فليكثر من الشكر يقول تعالى: (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ) النساء: آية (147)

▪️ فلنتعلم خلق الشكر، ولنحرص على أن نؤديه بالقلب، واللسان، والجوارح،

فالقلب باستشعار عظيم نعمه علينا، واللسان بأن لايفتر اللسان عن شكره، وذكره سبحانه، وبالجوارج بأن نستخدمها فيما يرضيه. "

▪️ ومن شكرلله تعالى:

الفرح بالعيد وإدخال البهجة والسرور على النفس والأهل والولد وعلى مَن نعرف ومَن لانعرف

قال تعالى:( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس :٨٥)

▪️ ‏نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الشاكرين الذاكرين آناء الليل وأطراف النهار ، وكل عام وأنتم بخير.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز