بهجة العيد






بقلم الواعظة/ أنوار إبراهيم ثابت محمد
مجمع البحوث الإسلامية


من حكمة الله – تعالى – أن منَّ على عباده بمنح كثيرة، وآلاء عظيمة، منها منح دنيوية تشعرهم بلذة العبادة ومتعة الطاعة، ومنها منح أخروية يحصل عليها المؤمنون عند لقاء رب العالمين.


ومن أجمل المنح التي منحها لنا الله في الدنيا يوم العيد؛ فيوم الفطر يعد جائزة ربانية تنشرح لها النفس المؤمنة إذ أكرمها ربها وأعانها على إكمال عدة الصيام، والاجتهاد في القيام، وقراءة القرآن، والمسارعة في طرق الخيرات، فجاء هذا اليوم ليبعث السعادة ولتشرق أنوار الطاعة على النفوس، فصبيحة اليوم الأول من شوال يعتبر بداية الجمال وختام المسك لشهر القران.


والاحتفال بهذا اليوم من شعائر الله، قال تعالى: (ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ) (سورة الحج: ٣٢) ففيه الكثير من الحكم والعبر والعظات، فيه صلة الأرحام التي تتمثل في زيارة الأقارب، والأصدقاء، والجيران، وهذا يهدف إلى تحقيق التالف والمحبة بين أبناء الأسرة الواحدة وزيادة وحدة المجتمع وتماسكه، كما يستبقُ المسلم في الليلة السابقة له إخراج زكاة الفطر؛ فيدخل السرور علي غيره كما أدخله إلى نفسه، فما أجمل أن يدخل المسلم الفرح والسرور في يوم السرور، وقد قال ﷺ: (أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله علي قلب مسلم) ( قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا: 36( .


ومن بهجة العيد كذلك الترويح عن النفس باللهو المباح، وقد راعى الإسلام ذلك حتى لا تمل النفوس، وما أجمل ما أرشد إليه النبي ﷺ في الترويح عن النفس في يوم العيد بالمباحات، ومن ذلك ما جاء عن السيدة عائشة - رضي الله عنها -، أنها قالت: "دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله ﷺ؟ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله ﷺ: «يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا» (صحيح البخاري:952).


كما ينبغي على الآباء والأمهات أن ينشروا بين أبنائهم بهجة العيد وسروره، لابد أن يغرسوا في نفوس أبنائهم صلة الأرحام، وأن يشارك الأطفال معهم في إيصال زكاة الفطر، وإدخال السرور على الآخرين من حولهم، وهكذا تكون البهجة والسرور في طاعة الله تعالى، فنقول في يوم عيد الفطر: اليوم لنا عيد وغدا لنا عيد، وكل يوم يطاع الله فيه فهو لنا عيد.


نسأل الله – تعالى – أن يعيد علينا وعلى مصرنا الغالية والأمة الإسلامية والعربية تلك الأيام المباركات، بالخير واليمن والبركات، وأن يعيد علينا رمضان أيام عديدة وأزمنة مديدة إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز