أغنوهم عن السؤال




كتبته الواعظة/ وفاء حسام الدين حسن

منطقة وعظ بنى سويف

من عظيم شريعتنا الإسلامية إنها حققت مفهوم التكافل الاجتماعي بربطها الإنفاق في سبيل الله على الفقراء والمحتاجين بأعياد المسلمين، فنرى في عيد الفطر تُخرج زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر، وكذلك في عيد الأضحى تُخرج لهم لحم الأضحية ويتم توزيعها والإهداء بها بعد الصلاة.

فمن مظاهر عظمة هذه الشريعة أن شرع الله لنا الأعياد؛ لرفع الروح المعنوية للمسلمين، وإدخال الفرحة والسرور على قلوبهم، فهذا عيد الفطر جعله الله مكافأة للمسلمين بعد أداءهم لفريضة الصيام، عيد يفرحون فيه ويمرحون، ويتشاركون فيه العطايا والهبات مع إخوانهم الفقراء والمحتاجين.

وقد حقق النبي الأكرم ﷺ أعلى درجات التكافل الاجتماعي بين المسلمين حين فرض زكاة الفطر قائلا عنها هي: طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعْمَةً للمساكين، مَنْ أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات"[رواه أبي داود/1609]. أي: جعلت فرض على كل مسلم ومسلمة، يخرجها المسلم من قوت يومه حتى يستطيع أداؤها دون عجز أو مشقة، يوزعها على الفقراء والمساكين للتوسعة عليهم، وإدخال السرور على قلوبهم، حيث فرض رسول الله ﷺ "زكاة الفطر صاعا من تمر، أو صاعا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة" [صحيح البخاري/1503].

وكذلك حث النبي ﷺ أصحابه –رضوان الله عليهم- ورقق قلوبهم وحثهم على هذه العطاء العظيم؛ ليستشعروا مدى أهميته وعظيم أثره في نفوس الفقراء والمحتاجين حيث يقول: "أغنوهم في هذا اليوم"، ويقول أيضًا: "أغنوهم عن طواف هذا اليوم".

ومما روى في ذلك أن الأشعريين حققوا خير تطبيق لكلام النبي ﷺ فكان من صنيعهم إنهم إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فمدحهم النبي ﷺ على صفتهم هذه، فقال: (هم مني وأنا منهم) [متفق عليه].

فعلينا أن نستغل هذا الشهر الكريم خاصة وقد قارب الرحيل فدعونا نجعل في أموالنا حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ، ونتكافل جميعًا فنحقق تلك المعادلة، ونساهم في استغناء الفقير عن أجر العمل في أيام عيد الفطر المباركة، وعن ذُل السؤال في تلك الأيام، وإدخال البهجة والسرور على قلب أولادهم؛ ليشاركوننا في فرحتنا بالعيد، ولا ننسى إخلاص العطية لله عز وجل حتى ننعم بعظيم الثواب الوارد في قوله تعالى: "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" [البقرة/261].





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز