فرحة العيد بلذة الطاعة أو فرحة العيد بتمام النعمة






كتبته الواعظة/ دعاء سيد عبد الوهاب إبراهيم

منطقة وعظ القليوبية.


هاهي الأيام تمضي مسرعةً ،وساعاتُ الزمنِ تنقضي؛ بالأمس القريب كنا نستقبل شهر عزيز ، شهر حبيب ،شهر رمضان ،واليوم نقف على أعتابه مودعين ،على أمل اللقاء الذى لا يَغيب عن الأذهان والقلوب ؛ومن رحمة الله- عزوجل -بنا ألا ينقضي الفضل من الله على هذه الأمة المحمدية ،فقد خصها بفضل لم يكن لمن قبلها ، فقد جَعَل لنا عيدين كل عام عيد الفطر ،وعيد الأضحى ، وهذا من تمام نِعم الله عليِنا ،تفرح بِهما قلوب المسلمين ، بِلَّذة الطاعة وغفران الذنوب، وتلمس قلوبنا وأبصارنا ذلك مع إشراقه يوم العيد فإنها تتعبد لله - عزوجل - بالفطر كما تعبدته من قبل بالصيام ،فعن أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه أن النبي -صلى الله عليه وسلم -لما قدم المدينة وجدهم يحتفلون بيومين ،فقال : { كان لكم يومان تلعبون ،وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما، يوم الفطر ويوم الأضحى}[رواه أبو داود والنسائي]. ، فالعيد مظهر من مظاهر البهجة والسرور ، لكونه شعيرة من شعائر الإسلام ، يظهر من خلالها كل معاني الحب والألفة بين المسلمين ، نتبادل من خلاله الزيارات ،ونحسن إلي الغير ،ونفرح بقُبول الطاعة بعد إخراج الزكاة التي جعلها الله -عز وجل - طعمة للفقراء والمحتاجين ،واتباعاً لهدى الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم - بدعوته إلى إغناء الفقراء في هذا اليوم حيث قال { أغنوهم في هذا اليوم } ومن رحمة وسماحة هذا الدين ،أن يفرح بهذا اليوم الجميع من فقراء وأغنياء الكل على السواء ، ترتفع فيه أصوات التكبير والتهليل والتسبيح ويتبادل الناس التهاني والمعايدات في جو مليء بالبهجة والسعادة والفرحة فى عيون الأطفال، قال تعالى: " ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ( الحج -آية ٣٢).

وكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- في العيد سنن جميلة يدعُ من خلالها إلى الفرح والسرور والاستعداد لهذا اليوم، بلبس أفضل الثياب والتطهر وأخذ الزينة ،وكان يأكل بعض التمرات قبل صلاة عيد الفطر ويجعلهن وتراً، وكان يخرج إلى المصلى لصلاة العيد كما ورد في حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه وأرضاه- ،وكان يوم العيد يخالف الطريق ،ومن سننه فى العيد التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد ، قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة من الآية:185].

وصلاة العيد وشهودها سنة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم - المؤكدة ، فقد ثبت التشديد في أمر صلاة العيدين، فقد روى البخاري ومسلم عنْ أمّ عطيّة رضي اللّه عنْها قالتْ: أمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليْه وسلّم أنْ نخْرجهنّ في الْفطْر والأضْحى الْعواتق والْحيّض وذوات الْخدور، فأمّا الْحيّض فيعْتزلْن الصّلاة ويشْهدْن الْخيْر ودعْوة الْمسْلمين، قلْت: يا رسول اللّه، إحْدانا لا يكون لها جلْبابٌ، قال: لتلْبسْها أخْتها منْ جلْبابها، والْعواتق: هي منْ بلغتْ الْحلم أوْ قاربتْ، أوْ اسْتحقّتْ التّزْويج، وذوات الْخدور هن الأبكار.

فصلاة العيد لا ينبغي لمن وجبت عليه تركها، لكونها سنة مؤكدة ،ولا ينبغي أن نتهاون بشأنها ،فقد نرى البعض منا لا يعلم قيمة وحقيقة صلاة العيد، وما يتعلق بالجانب الإيماني والروحاني منها ،فصلاة العيد بها لَذة لا يستشعرها إلا من ذاق حلاوة الطاعة ،والقرب من الله عزوجل ،ومن فاتته فعليه أن يصليها ركعتين ،ويكبر فيهما التكبيرات الزوائد سبعًا فى الأولى ،وخمسًا في الثانية ،كما ثبت ذلك عن سيدنا أنس بن مالك .

وتشتمل صلاة العيد على خطبة بعد الصلاة وهي من سنن النبي صلى الله عليه وسلم التي يجب أن نحافظ عليها لما فيها من العظة والعبرة والتذكير بنعم الله -عزوجل - ،ولا ننسى أن مواسم الطاعات والبركات لا تنتهي بل لابد أن نستمر على الطاعة فرب رمضان هو رب الشهور .. بالطاعة تكون أيامنا كلها أعياد فليس للطاعة نهاية فقد قال الحسن رحمه الله " أبى قوم المداومة ،والله ما المؤمن بالذي يعمل شهر أو شهرين أو عام أو عامين ،لا والله ما جعل لعمل المؤمن أجل دون الموت 

وقرأ عمر بن الخطاب وهو يخطب الناس على المنبر "

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ( فصلت - آية ٣٠ ).فلنفرح ونستبشر بتمام النعمة ،وبركة العبادة

             وكل عام والعالم أجمع بخير 
















تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بالأسماء تعرف على أوئل الشهادة الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالغربية

نموذج محاكاة الحياة النيابية والتشريعية فاعلية تثقيفية لطلاب أمانة وجه بحري بجامعة الأزهر

الغربية الأزهرية تشارك في فعاليات معرض الكتاب بفريق إنشاد ديني متميز