عبادة فرضت بدون واسطة!
الواعظة/ أمل محمود علي أبوعيطه
منطقة وعظ جنوب سيناء
ونحن في رحاب ذكرى رحلة الإسراء والمعراج، رحاب رحلة اجتمع فيها أهل الأرض مع أهل السماء ،رحلة بين لنا فيها المولى عز وجل، أن كل عسر يتبعه يسر ،وأن كل محنة يتبعها منحة من رب العباد .
· ومن أهم ما تضمنته هذه الرحلة عبادة من أهم العبادات، بل ركن من أهم أركان الإسلام، عبادة سأل الحبيب حبيبه التخفيف فيها حيث فرضت الصلاة خمسون صلاةً في اليوم والليلة فاستجاب له ،ولم يثقل عليه ولا على أمته، فسارت خمس صلوات في العدد ولكن خمسون في الأجر ،وهي صلة بين العبد وربه منحة اختصنا الله عزّ وجل بها لنشكره ونمتثل بين بيديه نشكو كل همومنا بدون واسطة بدون ترتيب مسبق لما نقول ، بل ندعوه بكل ما يجول بخاطرنا ندعوه بكل ما نتمنى في " الصلاة"،التي بين لنا الحبيب أنها أول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة وعليها مصير كل أعمالنا فقد قال ﷺ: (أولُ ما يُحاسبُ عليه العبدُ الصَّلاةُ، فإنْ صَلَحتْ، فقد أفلَحَ وأنجَحَ، وإنْ فَسَدتْ، فقد خابَ وخَسِرَ)سنن الترمذي.
ومع كل هذا الشرف للأسف تجد الكثير من الناس يتكاسل عنها ولا يؤديها كما أمره مولاه فيضيع على نفسه أجل لذه وهي لذه المناجاة مع من! مع ملك الملوك
، والبعض الآخر يجمعها تهاونًا بها متغافلًا عن قول الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5] والويل يقصد به وادي في جهنم لمن يتهاون ويجمع الصلاة ويؤخرها عن وقتها
،وهنا يظهر لنا جانب آخر يتجلى فيها رحمة الله عز وجل بعباده فلم يقل ويل للمصلين الذين هم في صلاتهم ساهون لَكُنا هلكنا جميعا
ولأهمية الصلاة وعظمتها ربطها الله عزّ وجل بالفلاح فمع كل نداء للصلاة نسمع "حي على الصلاة حي على الفلاح"
فكل فلاح في حياتك متوقف على صلاتك!
فعلينا جميعًا المحافظة على صلاتنا في أوقاتها ونؤديها بأركانها والتي من أهمها الخشوع والخضوع لله رب العالمين.
ونعلم أبناءنا أهمية الصلاة ونرغبهم فيها باتباع قول المصطفىﷺ : (مروا أبنائكم بالصلاة لسبع سنين، و اضربوهم عليها لعشر سنين، و فرقوا بينهم في المضاجع) رواه أحمد وأبو داود.
فبهذا المنهج النبوي يترسخ في أبناءنا أهمية الصلاة ومكانتها، وأهمية المحافظة عليها، ولكل أب وأم أنت قدوة لأبنائك فكما تسعى لتؤمنهم من صعوبات الحياة آمنهم من عذاب النار.
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن يقيمون الصلاة آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا.
تعليقات
إرسال تعليق