ما أكثر الرويبضة !
بقلم الواعظة/ إيمان عبد الموجود سرحان
منطقة وعظ الغربية
ولصدق نبوته -صلى الله عليه وسلم- ورسالته التي بعثه الله بها وجعلها خاتمة لجميع
الرسالات نبأ ونبه عن زمن تحدث فيه الفتن ،وتقلب فيه الحقائق ،وتحول فيه الأمور من
أناس ضلوا عن الدين وجهلوا به وتزاحموا علينا اليوم وقد عرفهم لنا النبي في الحديث
الشريف الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
قال: (ستَأتي على الناسِ سُنونٌ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ
فيها الصادِقُ ويؤتَمَنُ فيها الخائِنُ ويُخَوَّنُ فيها الأمينُ ويَنطِقُ فيها
الرُّوَيبِضَةُ قيل وما الرُّوَيبِضَةُ قال السَّفِيهُ يتكَلَّمُ في أمرِ
العامَّةِ) رواه أحمد
فهؤلاء الرويبضة التوافه ، قالة السوء، أصحاب
العقول الخاوية ،والقلوب المريضة ،والفكرالعقيم يظهرون بين الحين والآخر بحديثهم
الساقط وجهلهم المركب عن الدين وثوابته وإنكارهم لأمور عقدية راسخة ثابتة ومعلومة
من الدين بالضرورة وإنه لأمر ٍمشين ومنكر يبرز لنا مدى نواياهم الخبيثة وأغراضهم
الدنيئة من الإسلام في قلب حقائقه الثابتة وعقائده الراسخة والتشكيك والتلبيس على
العوام وتزامناً مع احتفاء واحتفال الأمة الإسلامية بذكرى رحلة الإسراء والمعراج
إذ يخرج علينا منهم بعض الرَّعْنَاءُ ممن يشكك فيها
واصفاً بأنها وهمٌ وخرافةٌ فكيف لمثل
هؤلاء الطعن في حدث عظيم سطره القرآن الكريم في سورتين عظيمتين وبُدأ فيهما
بالحديث عنه وهما سورة الإسراء والنجم؟! وكل سورة سطرت حدث منفرداً فسورة الإسراء
سطرت حدوث رحلة المعراج حدوثاً قطعياً بقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي
أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1] وسورة النجم سطرت حدوث رحلة المعراج حدوثاً
قطعياً أيضا بقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ
الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا
يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ
الْكُبْرَى﴾
[النجم: 13 - 18]
وهذه الرحلة كانت رحلة حقيقية وحَدَث بالروح والجسد ورؤية
بالعين يقظةً في ليلة واحدة
كما قال جمهور العلماء من المحققين وليست بالروح فقط أو بالرؤيا المنامية كما يزعم البعض وكون هذه الرحلة استغرقت فقط جزء من الليل فليس هذا سبباً لزعمهم لأن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم ينسبها إلى نفسه ولم يقل بأني اسريت بل أنه أُسرِى به كما بينت الآية ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) فالله -عزوجل- هو الذي أسرى به وقدرته وإرادته فوق كل شئ فلا مجال للشك في هذه الرحلة العظيمة ولكن ما يفعله الرويبضة اليوم مايَنُم إلا عن عداوة واضحة ،وحقد صريح ،وتطاول على الإسلام، وجهل به ولكن الله -عزوجل- حافظ دينه ومتم نوره ولو كره الكافرون
تعليقات
إرسال تعليق