(خذوا حذركم)

إن إدراك رمضان نعمة كبيرة وفرصة عظيمة في التغيير نحو الأفضل والتزود من الحسنات وتكفير السيئات؛ لذا يجب على كل مسلم أن يغتنم هذا الشهر الفضيل في تحقيق غاية التقوى التي شرع الصيام من أجلها، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"( البقرة: 183).

ولكي نكون في مأمن من الوقوع فيما يضيع أوقاتنا وأجورنا في هذا الشهر المبارك، يجب علينا أن ننتبه ونحذر من أمور كثيرة منها:

١/ عدم الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي، وتجنب مشاهدة المسلسلات والأفلام التي تكثر في هذا الشهر، والتي تضيع أوقاتنا وتشغلنا عن صلاتنا وقيامنا وذكرنا.

٢/ السهر الكثير فيما لا نفع فيه مما يهدد أبداننا ويذهب بنشاطنا، وما أحوجنا إلى القوة والعمل في رمضان للتزود من العبادات.

٣/ ضياع نهار رمضان في النوم مما يفوت على الصائم صلاته وقرآنه، ولا خير فيمن تهاون في صلاته وضيع على نفسه شفاعة الصيام والقرآن له.

٤/ قضاء معظم اليوم في إعداد أصناف كثيرة من الطعام لا يؤكل منها إلا القليل؛ مما يجعل المسلم من المسرفين.

٥/ مجالس الغيبة والنميمة التي تأكل حسناتنا، وتجعلنا من المفلسين يوم القيامة. 

٦/ الكذب والرفث والفسوق وكل قول لا خير فيه ولا طائل من ورائه، بل نكن ممن قال الله تعالى فيهم:" وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون:3].

فلننتبه ولنحذر من الوقوع في شيء من ذلك فنكن من الخائبين الخاسرين الذين شملهم قول النبي- صلى الله عليه وسلم-".....رَغِمَ أنفُ رجلٍ دخلَ علَيهِ رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبلَ أن يُغفَرَ لَهُ...." (صحيح الترمذي).

وقوله: " رب صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ، وربَّ قائمٍ ليسَ لَه من قيامِه إلَّا السَّهرُ"( صحيح ابن ماجه) .

بل يجب علينا أن نتمثل بقول الله تعالى: "...فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ...﴾ [البقرة: من الآية 148],

وقوله: "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

وليس هناك فرصة أعظم من اغتنام رمضان في تحقيق التقوى والسبق إلى العمل الصالح.

سهام محمد رزق 

منطقة وعظ كفر الشيخ