اغرسوا فيهم حب القرآن

 

 بقلم /أماني سعد صلاح

منطقة وعظ دمياط

مع بداية العام الدراسي تتكرر ظاهرة مؤسفة وهي أن بعض الآباء والأمهات يتهاونون في علاقة أبنائهم بالقرآن فيعتذرون لمحفظ القرآن بأن أبنائهم لم يعد لديهم الوقت لمتابعة الحفظ في أثناء الدراسة، مما يؤثر سلبًا على الابن ويرسخ في ذهنه أن القرآن له وقت محدد ولا يصلح لكل العام.

وعندما نتدبر القرآن سنجد أنه الطاقة المتجددة والخير الذي لا ينقطع، فيا أيها الآباء علموا أبناءكم أن القرآن هو طريق السعادة والطريق إلى الجنة، واغرسوا فيهم أن القرآن هو الذي سيهذب أخلاقهم، وهو الذي سيجعله نبتة صالحة في مجتمعه، بالقرآن يُلْبِس والديه تاج الوقار يوم القيامة.

لنغرس في أبنائنا أنهم إنْ شعروا بالضيق فعليهم أن يلجأوا إلى القرآن؛ ففيه سكينة النفس وطمأنينة الروح، كما أنه سيساعده على التركيز وتقوية الذاكرة كما أثبتت ذلك الدراسات العلمية.

ولذا لا بد من التنظيم بين حفظ القرآن وتلاوته، وبين مذاكرة العلوم الأخرى، فلا شك في أن باقي العلوم فيها نفع له ولمجتمعه لكن القرآن سيربي فيه إتقان العمل في مجاله وحسن الخلق بين أقرانه.

اعلموا أنه ما زاحم القرآن شيئًا إلا باركه، فاجعلوا لهم وردًا من القرآن يوميًا حتى تكون لهم صلة دائمة بكتاب الله، بل علموهم أن يكون القرآن أول ما يبدأوا به يومهم حتى يجدوا البركة فيه.

واغرسوا فيهم أنهم بالقرآن قولًا وعملًا سَيُلقي الله محبتهم في قلوب العباد، فالقرآن لم ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم حتى نجعله على الأرفف دون تلاوة وعمل بما فيه.

فعلينا بتنظيم الوقت، فالله الله في التمسك بكتاب الله حفظًا وتلاوةً وعملًا.

وأذكر نفسي وإياكم بقول الله تعالى: -{إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}[الإسراء : ٩]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:- " إنَّ اللهَ يرفعُ بهذا الكتابِ أقوامًا ويضعُ بهِ آخرينَ" (رواه مسلم).

إن ما تحتاج إليه الأمة الآن أبناء قد تَربوا على القرآن وعملوا بما فيه، فما خاب من جعل القرآن له منهج حياة ولأسرته، جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن.